آخر تحديث :الأحد-19 مايو 2024-08:41م

ملفات وتحقيقات


تقرير: لعبة الكراسي المتحركة في حضرموت وعدن.. من ينجو من رقصة الموت الأخيرة؟

الأربعاء - 08 مايو 2024 - 08:51 ص بتوقيت عدن

تقرير: لعبة الكراسي المتحركة في حضرموت وعدن.. من ينجو من رقصة الموت الأخيرة؟

(عدن الغد)خاص:

لماذا رفض محافظ حضرموت تزويد عدن بالوقود؟

ما مطالب حضرموت من الحكومة لتزويد عدن بالوقود؟

هل مطالب محافظ حضرموت وجيهة أم أن هناك أسباب أخرى؟

ما أسباب توقف محطة الرئيس وخروجها عن العمل؟

لماذا لا تذهب إيرادات عدن لمواجهة نفاد الوقود عن محطة كهرباء الرئيس؟

ما دور مأرب في تغذية محطات الكهرباء بالوقود؟

تقرير/ عبدالله جاحب:

موجة شديدة السخونة في صيف ساخن يضرب محافظتي عدن وحضرموت، بين مؤيد ومعارض.

وبدأت لعبة الكراسي المتحركة بالانطلاق وتدشين منافساتها بين محافظة حضرموت وعدن.

فكل شيء يغلي مثل غليان درجة الحرارة المرتفعة في مناخ حضرموت وعدن، والجميع يرمي باللوم على الآخر، والكل يتهرب من الوقوع في فخ السخط الشعبي العارم، الذي يرمي بظلاله بعد رفض محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي تزويد مؤسسة الكهرباء بالعاصمة عدن بالوقود اللازم، لإنقاذها من رقصة الموت الأخيرة.

زادت وتيرة ومنافسات لعبة الكراسي المتحركة بين حضرموت وعدن، وأصبح الجميع في ترقب وانتظار، يصاحبهم المخاوف بين الربح والخسارة.

وترمي الواقعية على رفض محافظ حضرموت لتزويد وإمداد عدن بالوقود، بذريعة الاستفادة من الأخطاء التي تضرب عمق محافظة عدن.

ضبط وإيقاف بوصلة العبث الحاصل في عدن، وتصاعد نسق الفساد وهدر الإيرادات وضياعها، قد يفقدها التعاطف الشعبي، فلعبة الكراسي المتحركة الحاصلة بين المحافظتين عموما لا تخضع لا غالب ولا مغلوب، ولكنها تخضع للرابح والخسران، ولا توجد منطقة وسط بين ذلك.

لماذا رفضت حضرموت تزويد عدن بالوقود؟

هذا هو السؤال الأهم والأعظم الذي يراود السواد الأعظم من فئات وطبقات وشرائح المجتمع داخل وخارج محافظتي عدن وحضرموت، إذ شغل كثير من الناس وأصبح حديث الصباح والمساء، فما للذي يمنع بن ماضي من تزويد محافظة عدن بالوقود في ظل أزمة تفاقم الكهرباء؟ ولماذا تحديداً في بداية دخول الصيف الساخن؟

رفض محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي، توجيهات رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك بتزويد محافظة عدن بالوقود لمواجهة أزمة الكهرباء، مشترطاً دفع قيمة الوقود.

وقال عدنان الأعجم، رئيس تحرير صحيفة الأمناء، في تدوينة على منصة (إكس): "من العيب أن توجيهات الحكومة لتوريد نفط خام لمحطة الرئيس تلاقي استجابة من سلطان العرادة وإن كانت غير كافية، بينما محافظ حضرموت يشترط المال من أجل تزويد عدن بالنفط الخام".

وأضاف: "هل يعلم بن ماضي أين يذهب بترول حضرموت وكيف يجري التعامل معه وكيف تتعامل شركات النفط في الوادي مع مأرب؟! يا ليت (الشحطة) يا بن ماضي تكون على ثروات حضرموت تجاه الجميع وليس تجاه عدن فقط"، حد وصفه.

خروج محطة الرئيس

يشار إلى أن المؤسسة العامة لكهرباء عدن أعلنت الأربعاء الماضي، خروج محطة الرئيس "بترومسيلة" عن الخدمة، وتوقفها عن العمل بسبب نفاد الوقود.

ويأتي توقف محطة "بترومسيلة" بعد مناشدات متكررة تقدمت بها مؤسسة الكهرباء في عدن، لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية والجهات التابعة لها ذات العلاقة، لتوفير الوقود اللازم لتشغيل محطات التوليد، "إلا أن المناشدات لم تلقَ أي استجابة".

وأحدث ذلك الرفض حالة من التأييد والرفض، ونوع من الانقسام في فصائل وشرائح وفئات المجتمع داخل وخارج المحافظين.

إذ يرى البعض صواب القرار وعقلانية ومنطق اتخاذه، بعيداً عن العاطفة، بينما يذهب البعض الآخر إلى كارثية القرار وعدم صوابه في هكذا توقيت وزمن.

بدوره كشف الصحافي فتحي بن لزرق، رئيس تحرير صحيفة "عدن الغد" عن رفض محافظ حضرموت محاولات حكومية "منذ أشهر" لتزويد محطة بترومسيلة (الرئيس) بالوقود.

وقال بن لزرق على حسابه بمنصة (إكس): "هل تصدق إذا قلت لك إنه منذ تشغيل محطة الرئيس في عدن وهي تعمل بوقود خام مصدره مأرب وقدره 3 آلاف برميل.

المشكلة مش هنا المشكلة أن الحكومة منذ أشهر تحاول مع محافظ حضرموت لتزويد نفس المحطة بكمية إسعافية وقدرها ألف برميل فقط من احتياطي نفطي قدره 3 ملايين برميل ولكن كل الطلبات رفضت".

وعلق بن لزرق على منشوره بالقول: "اتصل بي مسؤول في السلطة المحلية بحضرموت معلقاً على منشوري السابق حول رفض السلطات هناك تزويد محطة الرئيس بعدن بالوقود، قال لي: "يا أخي تريدون منا نعطي عدن ثروات حضرموت و70 ٪ من ثروات عدن تأكلها القيادات وتبني بها قصوراً، وجهوا إيرادات عدن لصالح أهلها".

نفاد الوقود

يُشار إلى أن مصادر عاملة في كهرباء عدن، أفادت السبت الماضي، بتوقف محطة "الحسوة الكهروحرارية" وخروجها عن الخدمة بشكل كامل جراء نفاد الوقود، وسط تحذيرات من خروج مماثل لمحطات أخرى بالمحافظة، في ظل تفاقم شديد لأزمة الكهرباء تشهدها مدينة عدن منذ أيام.

وأكدت المصادر، حسب وسائل إعلام محلية، أن محطة "الحسوة" الواقعة بمدينة الشعب خرجت عن الخدمة بسبب نفاد الوقود، ما يهدد بارتفاع عدد ساعات انقطاع التيار الكهربائي- التي وصلت مؤخراً إلى 6 ساعات مقابل ساعتي إنارة- في المحافظة.

وأوضحت المصادر أن القدرة التوليدية لمحطة "الحسوة"، التي تعمل بوقود المازوت، كانت 32 ميجاوات قبل أن تنخفض الأيام الماضية إلى 22 ميجاوات، لتفقد اليوم قدرتها بشكل كامل وتصل إلى صفر ميجا وات، جراء نفاد الوقود.

وكانت المؤسسة العامة للكهرباء بعدن أعلنت، عصر الأربعاء الماضي، عن توقف محطة الرئيس "بترومسيلة" عن العمل وخروجها بشكل كلي عن الخدمة جراء نفاد الوقود الخاص بتشغيلها، قبل أن تعلن الجمعة الماضية، عودة المحطة للخدمة، عقب إعادة تزويدها بكمية ضئيلة من وقود النفط الخام التي تكفي إلى أمس الأول الأحد.

وأشار المكتب الإعلامي للمؤسسة، في منشور بموقع "فيسبوك"، بأن "استمرارية محطة بترومسيلة في الخدمة مرهون باستمرار تدفق الوقود إليها بدون توقف أو تأخر وذلك لضمان عدم توقفها مرة أخرى، حيث إن المحطة لا تمتلك أي مخزون من النفط الخام".

ويأتي توقف محطة "الحسوة" وقبلها محطة "بترومسيلة" بعد مناشدات متكررة تقدمت بها مؤسسة الكهرباء في عدن، لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية والجهات التابعة لها ذات العلاقة لتوفير الوقود اللازم لتشغيل محطات التوليد "إلا أن المناشدات لم تلق أي استجابة".

من يعمق جراح الآخر؟

يزداد الوضع تعقيداً في كلا المحافظتين (حضرموت وعدن)، ويبحث كل طرف من الأطراف قشة نجاة للعبور إلى بر الأمان، في ظل الأوضاع الراهنة. وتجد كل محافظة نفسها على حافة الهاوية، والبحث عن طوق النجاة الذي لابد ولا مفر منه.

فكل محافظة تحاول إخراج نفسها مما هي فيه، بأي طريقة ووسيلة عبور ووصول إلى شواطئ وسواحل الأمان والاستقرار والسكينة والطمأنينة الخدماتية أولا وأخيرا.

فلا حضرموت ترغب في أن تعيش عدن على أوجاعها، ولا عدن لديها نية أن تعمق حضرموت جراحها المثخنة وتعيش على حسابها، وذلك ما ذهب إليه الكثيرون من المراقبين والمحللين والصحافيين في هذا الشأن وهذه القضية.

أكدّ الصحفي الحضرمي عبدالجبار باجبير أن محافظة عدن لن تعيش على حساب محافظة حضرموت، مشيرًا إلى أن حضرموت هي الأولى بثرواتها النفطية.

جاء ذلك تعليقًا على رفض محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي تزويد محطة الرئيس بالوقود الخام.

وقال باجبير: "كلنا مبخوت مبارك بن ماضي وسيظل رمزًا ووفيًا لأبناء حضرموت، عدن لن تعيش على حساب حضرموت والمواطنون يعانون في حضرموت".

وفي ذات السياق أوضح الصحافي العدني عبدالرحمن أنيس في منشور له أن محافظ حضرموت رفض توجيهات رئيس الوزراء بتزويد كهرباء عدن بالوقود.

وقال أنيس في حسابه على منصة "إكس" تويتر سابقا: محطة بترومسيلة التي تصل قدرتها الكاملة إلى توليد 264 ميجا، لا تنتج حاليا سوى خمسين إلى ستين ميجا... لماذا؟

وذلك لسببين: كانت مأرب تمد عدن بعشر قواطر يوميا، وبعد أن تم اتخاذ قرار في عدن، ردت عليه مأرب بتخفيض القواطر من عشر قواطر إلى أربع قواطر يوميا.

أما السبب الثاني رفض محافظ حضرموت تنفيذ توجيهات رئيس الوزراء بتحويل 3 ملايين برميل نفط جاهزة للتصدير في ميناء الضبة إلى محطة بترو مسيلة في عدن.

بالنسبة للسبب الأول، كان (البترول المحسَّن) الذي تنتجه محطة صافر ينزل إلى عدن وعبرها الى الساحل الغربي، فقررت شركة النفط منعه قائلة: إنه غير مطابق لمواصفات البترول المحسّن.

قال مسؤولو محطة صافر لا تبيعوه في محطات عدن فقط دعوه يمر إلى الساحل الغربي والمناطق المحاذية للساحل، لم توافق السلطات في عدن وتقرر منعه بالكامل.

وأما السبب الثاني، فبعد توقف تصدير النفط جراء الهجمات الحوثية بقيت 3 ملايين برميل نفط خام جاهزة للتصدير في ميناء الضبة، بعث رئيس الوزراء خطابا إلى محافظ حضرموت مبخوت ماضي يوجهه فيها بتحويل الكمية إلى عدن، كون حضرموت لن تستفيد منها شيئا في ظل منع تصدير النفط، رفض بن ماضي تنفيذ التوجيه، مطالبا أولا باستيراد ديزل ومازوت لمحطات الكهرباء في حضرموت قبل تحويل كمية النفط الخام الى عدن. أما شبوة فقد غادرت الشركة الأجنبية أراضيها بعد منع تصدير النفط من النشيمة وتوقف الإنتاج فيها.