آخر تحديث :الأحد-16 يونيو 2024-10:05م

البداية و النهاية

الجمعة - 24 مايو 2024 - الساعة 07:56 م

جمال لقم
بقلم: جمال لقم
- ارشيف الكاتب




قبل 4 سنوات و بينما انا كنت مارا من أمام مبنى الإذاعة و التلفزيون في مدينة التواهي و وقتها كانت ماكينة الإعلام الإنتقالي في ذروة دورانها لتتحدث عن سيطرة المجلس الإنتقالي الجنوبي التامة على عدن و الجنوب و عن الحسرة و الغصة لسرقة محتوى الإذاعة و التلفزيون بعدن بما يحتويه أرشيفها من مادة ثقافية و إعلامية و عن تهجير و إقصاء كوادرها بما ملكوه من خبرة و إمكانيات و حينها كتبت مقالا بعنوان (عن أي سيطرة تتحدثون)..

و أوضحت في مقالي ذاك بأنه على مستوى العام فأن أي ثورة أو إنقلاب يهدف إلى التغيير فإنما يبداء فعله الثوري من السيطرة على الإذاعة و التلفزيون الرسمي و آخر من فعل ذلك الحوثيين فإقتحام صنعاء بداء بسيطرتهم على مبنى الإذاعة و التلفزيون و قبل أن تتوجه قواتهم إلى معسكر الفرقة الأولى مدرع .. و تكمن أهمية تلك الخطوة في رمزيتها المتوارثة فمن سيطر عليها فقد سيطر على الوضع برمته ..

و خلال السنوات الماضية و على الرغم من تواجد القوات العسكرية للإنتقالي في مبنى و إذاعة و تلفزيون عدن الا أنه لم يستطع السيطرة على بثها و هذا يدل على أن سيطرة الإنتقالي على عدن ناقصة و محددة بإتفاق مسبق على عدم تجاوز الخطوط الحمراء كأن لا يمس اي مؤسسات الدولة العميقة بما فيها الإذاعة و التلفزيون الرسمي ..

اكتب اليوم هذا الكلام بعد أن قرأت تصريح لوزير الإعلام الدكتور معمر الأرياني قال فيه أنه إذا عادت قناة عدن إلى اليمن فلن تعود إلى عدن و إنما ستعود إلى مأرب و في ظني إنما ذلك يعود من باب الحفاظ على رمزيتها التي تؤكد أن الشرعية و الدولة العميقة اليمنية لازلت هي من تسيطر على عدن ..
فمتى يدرك قومنا أن السيطرة ليست عسكرية فقط و لا رفع ريات على الصدور أو على مقدمة الأطقم الأمنية ؟!

السيطرة تبداء بدايتها و نهايتها من السيطرة على مبنى الإذاعة و التلفزيون الرسمي و تشغيل و تسخير البث منهما لصالح المسيطرين و تأتي من باب رمزية التأكيد على نجاح الثورة و تغيير النظام و العكس يثبت العكس ..و كما كنت تقول حبابتي لما اطلب منها تسلفني زلط تقول تبا لك دغشة قصائد ماهن هيه معي ..