آخر تحديث :الأحد-16 يونيو 2024-10:05م

إضراب المعلمين ومستقبل الوساطات القبلية والمشيخية إلى أين ؟!

الجمعة - 24 مايو 2024 - الساعة 01:41 م

عبدالعزيز عسكر
بقلم: عبدالعزيز عسكر
- ارشيف الكاتب


حالنا نحن المعلمون مع الوساطات القبلية والمشيخية كصخرة سيزيف، تقول الأسطورة أن آلهة الإغريق ، حكمت على سيزيف بأن يدحرج حجراً من أسفل الجبل صعودا حتى قمته عقوبة له على جرائمه، فكلما أقترب سيزيف من قمة الجبل، يسقط منه الحجر ويتدحرج إلى أسفله ، ليعود سيزيف يدحرج الحجر مرة أخرى وهكذا تستمر العملية إلى مالا نهاية.
للأسف ينقصنا الوعي بحقوقنا و لا نستفيد من تجاربنا السابقة مع الوساطات القبلية والمشيخية ، تاريخ حافل بنتائج كارثية شتت كلمتنا وفرقت جموعنا وخرجنا منها أضعف مما كنا عليه، ولا زلنا للأسف نتصرف بعقلية "زخ ياثور وهو ع قرنك"
نحن اليوم بهذا الموقف المتماسك لا نحتاج إلى وساطات، لماذا ؟
لان مطالبنا واضحة للجميع، وقبولنا بالوساطة من حيث المبدأ معناه القبول الضمني بإعطاء الوسيط تنازلا دون مستوى المطالب، يحفظ له ما وجه التفاوضي عند السلطة والتي سينقل لها مطالبك ومن ناحية أخرى قبولك بالوسطى يضعف موقفك التفاوضي، لأنك تصبح المرسل للوفود لا المستقبل لها ، وفرق بين المرسل والمستقبل، فبينما تضعف موقفك بالتنازلات يتعزز موقف السلطة بالرفض والتشدد.
والنقطة الأخيرة ان قبولك بالوساطات من جهة أخرى سترغمك في موقف آخر لرد جميل الوسيط وضد إرادة معلميك هكذا تسير الأعراف المتوارثة للوساطات الجهوية والقبلية، تمشى بعقلية التكفاة والناس تشل في وجيهها، لك وعليك، وليس كل ما يلمع ذهبا.
أعتقد ان مطالبنا معلومة وواضحة للجميع ولدى قياداتنا النقابية وصول آمن لمقابلة السلطة أو من يمثلها للتفاوض وجه لوجه.
وإذا ما قررت للجان النقابية الجلوس مع الوسطاء فلتكن لهم صفات رسمية، كأعضاء مجلس تشريعي، لجنة وزارية ، ممثلين عن السلطة المحلية...الخ والله الموفق.