آخر تحديث :الأحد-16 يونيو 2024-11:59م

الرئيس علي ناصر محمد الرقم الثابت في معادلة السياسة اليمنية

الجمعة - 24 مايو 2024 - الساعة 05:48 م

عبدالعزيز الحمزة
بقلم: عبدالعزيز الحمزة
- ارشيف الكاتب




الرقم الثابت في المعادلة السياسية اليمنية
في علم الرياضيات هناك رقم ثابت هو عدد حقيقي (غالبًا) ينشأ بشكل طبيعي . يفيد الثابت الرياضي في التعبير عن قيمة غير متغيرة. ثابت في كل المعادلات ، ودائما ذا قيمة حقيقية ، واستخدام هذا الرقم الثابت يساعد بشكل فعال في حل اصعب المعادلات الرياضية.
كذلك هو الرئيس علي ناصر محمد ، رقم حقيق ،ثابت لا يتغير ، فاعل في المشهد السياسي اليمني ، بل والعرب أيضا .
الرئيس علي ناصر محمد الحسني ، شخصية لطيفة ورائعة ، بسيط في حياته وتعامله ، قوي وواضح في مواقفه ومبادئه تجاه القضايا الوطنية ، يمتلك كاريزما القيادة السياسية المؤثرة ، اذا تحدث ينصت الجميع ، واذا كتب فهو بارع في التعابير البيانية و الصيغ البلاغية .
هو سياسي مثقف ، ومؤرخ خبير بالتاريخ القديم والحديث والمعاصر ، ولديه خبرات تراكمية تمكنه من استشراف المستقبل .
مناضل جسور ، ووطني غيور ، خاض معترك السياسة ، وشهد مراحل ومنعطفات خطرة في المشهد السياسي اليمني .
تاريخه النضالي  زاخر بالاحداث ، وسجله الثوري ملئ بالمنجزات .
منذ منتصف القرن الماضي وهو رقم  مؤثر في المشهد السياسي اليمني ، من قيادات الحركة الوطنية التحررية والكفاح المسلح في جنوب اليمن .
في مرحلة الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني ،كان مثالا للبطل الصنديد ، والمناضل الواعي صعب المراس .
وبعد تحرير الجنوب اليمني ،كان مثالا للمسؤول الإنسان ، يقدم المصلحة الوطنية على ما سواها ، ورغم أن هذه المرحلة شهدت كثير من التحولات والمنعطفات الخطرة ، ظل فيها ثابتا على مبادئ وأهداف ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة .
وحين صار رئيسا للجنوب اليمني في عام ١٩٨٠م ، كانت فترة حكمه من افضل السنوات التي عاشها أبناء الجنوب اليمني ، ساد فيها الأمن والاستقرار ، وشهد الاقتصاد الوطني نهضة واسعة ، وتقارب الجنوب اليمني مع محيطة العربي والاقليمي ، الأمر الذي أزعج القوى التي كانت تعتبر الجنوب جزء من منظومتها ، فحاكت المؤامرة الدموية التي كانت تستهدفه للإطاحة به وحكمه الرشيد .
ورغم إزاحته عن السلطة في ١٣ يناير ١٩٨٦م ، إلا أنه ظل ذلك الرقم الثابت في المشهد السياسي اليمني .
قدم التضحيات الجسام في عام ١٩٩٠م كي تتم الوحدة اليمنية ، فقد كان شرطا لسلطات عدن حينها ، اخراج الرئيس علي ناصر من اليمن ونفيه خارجها ، كشرط رئيس لاتمام الوحدة .
فضل الرئيس علي ناصر ان يعيش في المنفى في الجمهورية العربية السورية ، حتى تتم الوحدة اليمنية .
ولم تستمر فترة الوفاق كثرا بين سلطات عدن وصنعاء فسرعان من دب الخلاف بينها على السلطة والنفوذ ، وبذل الرئيس علي ناصر جهودا كبيرة للوصول إلى وثيقة العهد والاتفاق في ١٨ يناير ١٩٩٤م  في الاردن .
وفي كل المنعطفات السياسية ، كان الرئيس علي ناصر حاضرا في المشهد السياسي ، ويحظى بقبول لدى كافة القوى السياسية اليمنية .
كان ومازال الرقم الثابت ، وها هو اليوم واليمن تشهد اصعب مراحل الصراع والحرب المدمرة التي تسببت بها مليشيات الحوثي الانقلابية ، مازال الرئيس علي ناصر يبذل جهودا كبيرة لإنهاء الحرب ، والوصول إلى اتفاق سلام شامل ، يحفظ لليمن امنه واستقراره ، واستعادة النظام الجمهوري ، وحل القضية الجنوبية حلا عادلا يرتضيه أبناء الجنوب .
كانت ومازالت وستظل المصلحة الوطنية العليا ،المتمثلة في قيام دولة وطنية حرة وآمنة ومستقرة على كافة التراب اليمني ، هي الغاية الاعظم التي كرس حياته وتاريخه النضالي من أجل تحقيقها .
هذا هو الرقم الثابت الحقيقي في المعادلة السياسية اليمنية .
فليعذرني الرئيس الحبيب ابا جمال على تطفلي هذا .
دمت بخير ايها الرئيس الإنسان 
عبدالعزيز الحمزة 
ابين - مودية
٢٤ مايو ٢٠٢٤م