آخر تحديث :الأحد-16 يونيو 2024-11:59م

جمهورية معاشيق

الجمعة - 24 مايو 2024 - الساعة 03:30 م

القاضي عبدالناصر سنيد
بقلم: القاضي عبدالناصر سنيد
- ارشيف الكاتب


هناك بعض الجمهوريات التي تنشأ بحكم الأمر الواقع في مساحة جغرافية ضيقه ولكنها تنبض بكل ألوان الحياة ومن هذه الجمهوريات جمهورية معاشيق ، فهذه الجمهورية تشتهر بوفرة الكهرباء والمياه ولا تشكي مطلقا من ضعف قيمة الرواتب أو قلتها ولا تتأثر مطلقا بهبوط قيمة العملة الوطنية فالرواتب في هذه الجمهورية تصرف بالدولار الأمريكي ولا يعنيها وجود السيولة في البنك المركزي أو أن البنك المركزي مطفري فسيوله في هذه الجمهورية متوفرة وبكميات هائلة.

فقلت في نفسي لماذا افر إلى بلاد العم سام أو إلى بلاد أوروبا وأقطع كل تلك البحار معرضا حياتي للخطر طلبا للهجرة أو اللجوء فقلت يكفيني أن اقطع شارع واحد حتى اصل إلى جمهورية معاشيق ونقدم طلب لجوء غير عادي ملئ بالانتهاكات الغير انسانية التي تعرضت لها في ملف كبير مكتوب فيه اسمي و باللغة العربية الفصحى برفقة احدث صوره سيلفي التقطتها مع المعاناة و لكن استدركت بأن هذه الجمهورية يسكنها نوع خاص من السكان من يحملون درجة وزير وما فوق وليس للفقراء حظ أو نصيب بجانب هؤلاء حتى لا يفقد البروتوكول صوابه ،

فذهبت إلى أهل القانون مناشدا ايجاد حل قانوني يعمل على وصول هذا الطلب والبث فيه من قبل المختصين في هذه الجمهورية ، قيل لي بأن القانون صارم لا يجامل أحد فجمهورية معاشيق دوله لها لون واحد من السكان يعرفون بسيماهم و بدلاتهم وربطات العنق خاصتهم ،فلن تستطيع الدخول الى هذا الجمهورية مالم تكن قد اصبحت واحدا منهم و بقرار جمهوري ، فقلت يا جماعه ليش كبرتوها ما أريد سوى تيار بارد من هواء المكيفات انام تحته وماء بارد اروي به عطشي بعد أن فقدت الثلاجة عقلها وأصبحت تسخن المياه بدلا أن تقوم بتبريدها بفضل المؤسسة العامة للكهرباء ،

المهم جلسنا نتناقش مع أهل القانون من دون فائدة فالجدال مع أهل القانون يقود إلى تفسير وتفسير مضاد لذات النص من دون الوصول إلى نتيجة ، فقلنا نختصر الموضوع فقدمنا مناشدات إلى غوتيرش شخصيا الأمين العام للأمم المتحدة مستنجدين بالقانون الدولي الإنساني وطالبين التدخل العاجل بإقناع دولة المعاشيق فورا بقبول طلب اللجوء المقدم من قبلنا فأجاب بأنه بعد دراسة الطلب ومطالعة القوانين الدولية ذات الصلة فإن هذا الطلب الذي تقدمنا به ليس له ما يدعمه بحكم أن دولة معاشيق هي دوله ذات نظام خاص جدا تحظر قدوم ودخول الغرباء اليها وقدم لنا عرضا سخيا بإحالة مثل هذا الطلب إلى دولة الصومال أو جزر مارشال عسى أن يلقى طلب اللجوء الاستحسان والقبول مختتما رده بتضامن مع حالتي الخاصة متمنيا لي التوفيق فقلت سبحان الله يا اروح إلى الصومال واكون ضحية المجاهدين او اذهب إلى جزر مارشال واكون ضحيه لا سماك القرش المنتشرة بكثره هناك . وبعد تفكير عميق قررت العدول عن تقديم طلب اللجوء والبقاء في كريتر فالمتعة في حياتي ليست الخدمات ولكن المتعة الحقيقية في حياتي هي صحبة الناس الطيبة الذين يتشاطرون معي ذات المحنه وذات المصير.