آخر تحديث :الإثنين-17 يونيو 2024-08:44م

أدب وثقافة


نصٌّ : وَردَة حَمْراء

الإثنين - 27 مايو 2024 - 08:23 ص بتوقيت عدن

نصٌّ : وَردَة حَمْراء

عدن((عدن الغد))خاص

كتب / مُحمَّد نجيب الظَّراسي

مازالتْ شَامِخة مُنْذ سَنَوات تَنتَظِر بِصَمت على أَعتَاب نافذَتي حَزِينَة وَحِيدَة ، وتحْلم بِأن تُهْدِي بِشدَّة لِقَلب يُشْبههَا لِقَلب قد يَكُون مُخْتَلِف ، لَكنَّه يَرغَب بِقوَّة أن يَتَجانَس مَعنَا بل يُريد أن يَنصَهِر وَيذُوب بِكلِّ اَلهُدوء اَلذِي تَعرِفه الدُّنْيَا كُلهَا ، نَعِم أُريد أن أُهْدِي هَذِه الوردة الحمْراء إِلَيك بِكلِّ مَا أُوتِيت مِن قُوَّة الشَّوْق اَلذِي أَعرِفه وَالذِي مازلْتَ أتعلَّمه مِن عيْنيْك ، نعم أُريد أنَّ أَهدِيها إِلَيك ولِعيْنَيْك ، حَتَّى لُوكنْتي تَسمِين عيْنيْك بِالشَّيْء الآخر ، أو أَنِّي أَهوَاك لِأجلِّهمَا فقط ، أُريد أن أُهْدِي تِلْك الورْدة الحمْراء لِيديْك وأسْلمهَا لَك يدًا بِيد ، وكأنِّي سَاعِي بريد على درَّاجَته الهوائيَّة عاد بَعْد أن طاف الكوْن كُلُّه ، يعود مُرْهِقا واقفًا أَمَام عَتبَة دارك مُتْعبًا وَيجلِس على عَتبَتِه يَلتَقِط أنْفاسه بَعْد أن أَعَاد تَرتِيب هِنْدامه جيِّدًا لِيسلِّمك ظَرْف عَاجِل وَهَام ، عَتبَة اَلْباب تِلْك العتَبة اَلتِي جلْستيْ عليْهَا تتصفَّحين هاتفك اَلذِي أَكرَهه وأمْقته بِشدَّة ، حِين جلْستيْ ذات مَسَاء لَازلْتَ اُذكُر تِلْك اللَّحْظة ، وَكَأنَّك عَرُوس البحْر اَلتِي تَجلِس فِي وسط اَلمحِيط مُسلَّط عليْهَا ضَوْء القمر كُلُّه ، نَعِم أُريد أن أُهْدِي تِلْك الورْدة الحمْراء إِلَيك وَلكُل ماتْملْكين أَنْت مِن مَفاتِن السِّحْر ومراكز اَلقُوى اَلتِي تَستعْمِر كِياني وتأْبى اَلرحِيل ، لِذَا تُبْقِين أَنْت أَجمَل اِحتِلال عَرفَة التَّاريخ لِقلْبي اَلذِي يَتَميَّز بِوفْرة فِي الموارد ويبْحث عَنْك لِيحْتلَّ رسْميًّا ، واطْمئنِّي لَن تُظْهِر أيَّ مُقَاومَة شَعبِية وَإذَا ظَهرَت سَوْف أقْمعهَا أنَا بِكلِّ شَراسَة ، لَاباس إِذَا كان ثمن الخيانة عيْنيْك .