آخر تحديث :الإثنين-17 يونيو 2024-05:33م

من حكايات زمن الرفاق..بئر الشيخ بين الماضي والحاضر

الأحد - 26 مايو 2024 - الساعة 05:44 م

صالح ناصر سالم الحنشي
بقلم: صالح ناصر سالم الحنشي
- ارشيف الكاتب




قريتي الحبيبة الذي تركتها مجبرا وتركت فيها ذكريات الطفولة والشباب .

أولاً: من هو الشيخ الذي سميت به؟
ثانياً: لماذا كل هذا الحنين لهذه القرية؟
الشيخ/ هو إبراهيم أحد التجار الأثرياء الصوماليون في عدن
هذا الشيخ أشتراء حوالي (500 فدان من الاراضي) من السلطان الفضلي/ حسين بن عبدالله...
ومسحها وزرعها وأحضر مكائن حراثة، وبقر، يحرث بها الأرض ويشتغل معه حوالي (50 عامل) أغلبهم من (زبيد) وحفر بئر, كان ذلك في منتصف الخمسينات وكانت أرضه هذه تقع الى الشرق من أرضنا، وعند حفر البئر أنتقل والدي يرحمه الله من السكن الاول الى داخل الأرض الذي نزرعها، وبنا أول بيت قريب من البئر، ثم جاؤ أعمامي وجاء الدوحر بن حسين، وصالح مسعود، وصالح بن سالم، ومحمد صالح الملقب الوصلة، وبنا جنب بيتنا وجاء لقدور صالح عقيل القادري وأخوه ناصر، ثم الصلاوحة، وآل عوين، والصحران، منهم/ عبدالله عبادي وآل بوشرم، وجاؤ أزبود وأحجور واتسعت المدينة وازدهرت الزراعة، وكان/ ناصر محمد الوصلة, الزميل الاخ/ الذي عشنا مع بعض ومانفترق أنا وإياه لا ليل ولا نهار منذ الطفولة الى إن جن جنون بعض أهل هذه القرية، واضطررنا الى الهروب وزميلي أخذ طريقه الى الشمال وترك أسرته وأنا هربت الى السواد أرض الأجداد، ولم نلتقي الا بعد الوحدة!
عاد وأعادوا له الأرض وبنا فيللا في هذه القرية العزيزة على قلوبنا، والذي حوت ذكرياتنا في الماضي... وقد حليت عليه ضيفا ذات ليلة كان لقاء مؤثر جدا... كانت ليلة مقمرة، وكان القمر يوزع ضوءه الفضي على القرية الحبيبة، ومن فوق سطح منزله كنا نشاهد القرية، وتمّر أطياف من الذكريات وهويشير لي بيذه هناك كان منزلنا وبجانبه منزلكم وهناك حدث لنا كذا وجلسنا مرة نضحك لذكرى شقاوة الطفولة وأيام جميلة وذكرنا فيها الألم ولكن فيها لذة، وفي اليوم التالي ذهبنا للجامع نصلي كان يوم جمعة، ولم أتعرف إلا على عدد قليل من السكان لايتجاوزون اصابع اليد، وتمنيت أني مازرتها... بعد هذا الفراق الطويل الذي يقارب (50 عاما) ..فلا هي عرفتني ولا أنا عرفتها، تغيرت ملامحها وبناياتها، والأهم من كل ذلك ناسها... ولكن ماتزال ذكراها وملامحها القديمة منحوتة في قلبي!!!
وأح يازمن الرفاق!