آخر تحديث :الإثنين-17 يونيو 2024-10:31ص

تهميش الجانب التعليمي وتدني الرواتب

الأحد - 26 مايو 2024 - الساعة 07:19 ص

محمد عبدالله المارم
بقلم: محمد عبدالله المارم
- ارشيف الكاتب


في هذا المقال، نسلط الضوء على جانب مهم جداً من جوانب الحياة، وهو الجانب التعليمي، الذي يُعتبر أساساً حجر الزاوية لتنمية وازدهار المجتمعات. التهميش الذي يُعاني منه الجانب التعليمي في بلادنا اليمن يُعد أمراً مقلقاً للغاية، فهو يؤثر بشكل مباشر على جودة التعليم وبالتالي على مستقبل الأجيال القادمة.

أحد أبرز جوانب هذا التهميش هو تدني رواتب المعلمين والتربويين، وهو جزء أساسي من هذا السيناريو المحبط. يضطر الكثير من المعلمين والتربويين إلى مغادرة مهنتهم والهجرة خارج الوطن لتحسين وضعهم المعيشي، بحثاً عن فرص أفضل لهم ولعائلاتهم. وبذلك، يفقد النظام التعليمي المحلي الكوادر القيمة والمؤهلة، مما يزيد من تحديات توفير تعليم نوعي وفعال في البلاد.

المعلم يعتبر العامل الأساسي في بناء المجتمع وتأسيس قاعدة المعرفة والتعليم، إذ يقوم بمهمة حيوية في توجيه وتنمية أفكار الأجيال الشابة. ومع تدهور الرواتب، يجد المعلم نفسه محاطاً بالإحباط والشعور بالإهمال، مما يُقلل من حافزه للبقاء في المهنة والسعي للتطوير المهني. وبدوره، ينعكس هذا الانخفاض في الرواتب على جودة التعليم، إذ يصعب على المعلم تقديم أفضل أدائه في الفصول الدراسية وتحفيز الطلاب بشكل فعّال.

تدني الرواتب ليس فقط يؤثر على المعلمين من الناحية المالية، بل ينعكس أيضاً على ظروف حياتهم بشكل عام. فالظروف المعيشية الصعبة التي يواجهونها نتيجة لتدني الرواتب تؤثر سلباً على تركيزهم وأدائهم في الفصول الدراسية. فهم يعانون من الضغط المالي والإحباط، مما ينعكس على جودة التعليم وعلى تفاعلهم مع الطلاب، مما يؤثر بشكل مباشر على تجربة التعلم للطلاب.

بالإضافة إلى ذلك، يُؤثر تدني الرواتب على جاذبية المهنة، حيث يصبح التعليم خياراً مهنياً غير جذاب وغير مجزٍ بسبب الظروف المالية الصعبة التي يواجهها المعلمون. وهذا يؤدي إلى نقص في عدد الطلاب الذين يختارون الدراسات التعليمية، مما يزيد من أزمة نقص المعلمين ويضعف من قدرة النظام التعليمي على تلبية احتياجات المجتمع.

لذا، يجب على أصحاب القرار الاهتمام بالقطاع التعليمي وزيادة رواتب المعلمين والتربويين، بالإضافة إلى تحسين ظروف العمل وتوفير فرص التطوير المهني والترقيات. فقط من خلال توفير بيئة عمل مشجعة ومستقرة، يمكن تشجيع المعلمين على البقاء في المهنة وتقديم أفضل خدمة ممكنة للطلاب والمجتمع.