آخر تحديث :الإثنين-17 يونيو 2024-10:31ص

القضايا المعيشية ميدانا للانتهازية ومجالا للصراع السياسي !

السبت - 25 مايو 2024 - الساعة 09:00 م

عبدالواسع الفاتكي
بقلم: عبدالواسع الفاتكي
- ارشيف الكاتب





دعا ناشطون يوم امس للخروج في وقفة احتجاجية في مدينة تعز ؛  تنديدا برفع أسعار الروتي وانهيار العملة الوطنية ، وتردي الأوضاع الاقتصادية ، توقع  الداعون للوقفة أن دعوتهم ستلقى استجابة وتفاعل ، من قبل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني وناشطو التواصل الاجتماعي ، ومختلف الأوساط الشبابية والحقوقية والإعلامية ،  وأن أبناء تعز سيحتشدون في جماهير غفيرة ؛ ليوصلوا صوت المواطن عاليا للسلطة المحلية والحكومة ومجلس الرئاسي بأن الوضع أصبح لا يطاق ، وان استمرار الوضع على ما هو عليه من غلاء فاحش ، وانخفاض قيمة العملة وترد للخدمات لم يعد يحتمل .

كانت المفاجأة حضورا باهتا ، اقتصر على عدد من عمال الأجر اليومي ، ونزر يسير من الحقوقيين والصحفيين ، ربما لا يتعدى العدد الثلاثين شخصا ، وغياب لافت للقنوات الفضائية وللإعلاميين سوى قناة الجزيرة ويمن شباب واليمن اليوم .

من الواضح أن أحزاب تعز ، لم تدفع بأنصارها وكوادرها للمشاركة في المسيرة ؛ كونها  في  مواقع السلطة ،  فاي دفع لأي حزب لأفراده  للمشاركة في المسيرة ، قد يستغل من قبل الأحزاب الأخرى سياسيا ضده ؛ ما جعل أحزاب المحاصصة في تعز ، تحجم عن توجيه أفرادها للمشاركة في الاحتجاجات الشعبية ،  ريثما تتضح الصورة جليا ، فكل حزب ينتظر موقف الحزب الآخر ، حتى يحدد موقفه ،  إضافة إلى أن الأحزاب ربما أرادت إرسال رسائل للحكومة ولمجلس القيادة الرئاسي ،  بأنها هي المتحكمة بالشارع ومسيطرة عليه وقادرة على توجيهه أو إخماده .

الحضور المتدن للمحتجين في وقفة اليوم ،  كشف قناع كثير من أنصار الأحزاب والإعلاميين والحقوقيين والنقابيين والموظفين والناشطين السياسيين ، سيما من فئة الشباب ، الذين طالما حرصوا على تقديم أنفسهم بنمط مدني حقوقي ، يساند الحقوق والحريات ، ويقارع الظلم والفساد ، لكنهم ظهروا بأنهم ادوات بأيدي الأحزاب ، تسيرها كيفما شاءت ومتى شاءت ، ولو كان ذلك مناقضا  لصورتهم الذهنية ،  التي  حرصوا على رسمها لدى الشارع التعزي بأنهم جيل ثوري صاعد  ، يقف إلى جانب هموم وقضايا المواطن .

لطالما تبنت أحزاب تعز القضايا المعيشية في صراعاتها البينية أو في صراعها مع السلطات الحاكمة ،  وكانت الخدمات والوضع الاقتصادي عاملين رئيسيين في تحشيد وتهييج الجماهير خلفها ، في مضمار معارضتها السياسية للسلطة أو في  اتساع حاضنتها الشعبية ، وعندما صارت في توليفة الحكم والسلطة ، تعاملت بأسلوب مختلف عما كان مأمولا منها ، ولو في الحدود الدنيا ، من قبيل إصدار البيانات المطالبة الحكومة ومجلس الرئاسة بوضع معالجات طارئة ؛ للتخفيف من التدهور الاقتصادي ، او مكافحة الفساد وتصحيح الاختلالات في الوزارات والمؤسسات والمكاتب التنفيذية ،  التي تتولى مسؤولياتها في إطار تقاسمها السلطة .

#عبدالواسع_الفاتكي