آخر تحديث :الإثنين-17 يونيو 2024-10:05ص

سكسوكة

السبت - 25 مايو 2024 - الساعة 03:20 م

د. أنور الصوفي
بقلم: د. أنور الصوفي
- ارشيف الكاتب


صديقي الكاتب الكبير أنور الهلالي هذه الأيام يحكي عن وضعنا المزري الذي نعيشه، وبالصراحة عندما أقرأ له أكاد أنفجر من الضحك، ومرات كثيرة أبكي لوضع المواطن في هذا الوطن، وكلما قرأت فقرة من فقراته ازددت إعجابًا بما يكتبه عن معاناة المواطن في حضرموت والبلاد كلها.

الهلالي كتب مقالًا ساخرًا يحكي فيه عن مجموعة من الأشخاص الذين ترقوا في سلم المناصب بسبب صبغة وسكسوكة، بعضهم سكسوكة نص، وبعضهم الآخر سكسوكة مكتملة البنيان، هذا المسؤول السكسوكة لا يدري معنى المنصب الذي أصبح فيه، فأهم شيء عنده هو الاعتناء بالسكسوكة، لتكسبه مؤهلًا للأرتقاء في المناصب السكسوكية.

صديقي الهلالي حكى عن وضع نعيشه هذه الأيام، فترى فيه المناصب توزع على من له سكسوكة وصبغة أو عنده سروال برمودا، أو لديه علاقات مع أشخاص لديهم سكسوكة أو نصف سكسوكة، فتسابق الكثير على الحلاقين للفوز بسكسوكة لعلها تمكنهم من الاقتراب من المناصب، فالمناصب هذه الأيام مغانم، فخلال فترة قصيرة سيكون عندك منزل وسيارة ورصيد في البنك والعديد من العقارات في الداخل والخارج، وسيكون لديك حلاق خاص لتحديد السكسوكة يوميًا لتزداد توهجًا في منصبك.

ما أجمل ما يكتبه الهلالي عن الوضع الراهن في بلادنا، فكل الخدمات معدومة، والروتي في سباق مع الصرف، والمسؤولون في سباق مع تحديد السكسوكة، فمن لا سكسوكة له فلا منصب له، لهذا أدعو الشعب إلى أن يحددوا لهم السكسوكة بمواصفات مسؤول آخر موديل، وألا ينسوا الصبغة، ويا حبذا السروال البرمودا.

نصيحة لصديقي الهلالي اعمل لك سكسوكة أو لا تعمل فلن تحصل على المنصب لأنك رجل نزيه ونظيف، لهذا لن تنال المناصب، فأهم منصب لكم هو أنكم أكتسبتم حب كل من عرفكم في حضرموت وغيرها من المحافظات، فتحياتي لكم، وسلم لي على حضرموت بناسها الطيبين الذين لا يستحقون ما هم فيه من بهذلة في ظل دولة السكسوكة.

ملحوظة: الكهرباء طافية، والماء مقطوع، ومافيش راتب، والعيد قادم، والروتي بمئة ريال، وما عندنا فلوس لتحديد السكسوكة.