آخر تحديث :الأحد-16 يونيو 2024-06:41م

قبائل الصبيحة تغلق ملف الثأرات وتعلن ميلاد عهد جديد

الجمعة - 24 مايو 2024 - الساعة 11:05 ص

صديق الطيار
بقلم: صديق الطيار
- ارشيف الكاتب


بعد نجاح الحملة الأمنية التي قادها الشيخ حمدي شكري الصبيحي، قائد الفرقة الثاني عمالقة - قائد اللواء السابع مشاة، والتي أسفرت عن القضاء على المظاهر المسلحة في مدينة طورالباحة (حاضرة الصبيحة) ومناطق ومدن مديرية المضاربة ورأس العارة، وضبط المطلوبين أمنياً، وما تلا ذلك من مساعٍ وجهود طيبة بذلها الشيخ حمدي وشخصيات قبلية وعسكرية أخرى من أبناء الصبيحة لحل قضايا ثأر كانت ماثلة بين بعض القبائل.. ها هم أبناء الصبيحة يتخذون خطوة جبارة أخرى في إطار جهود القضاء على آفة الثأر القبلي ووقف نزيف الدم الصبيحي، والمتمثلة بإشهار ميثاق قبلي، يوم أمس الخميس، بين جميع قبائل مديرية المضاربة ورأس العارة، وقع عليه كل مشائخ وجهاء قبائل الصبيحة في المديرية، برعاية وحضور وإشراف كبار الشخصيات الاجتماعية والعسكرية والاعتبارية من العيار الثقيل من أبناء الصبيحة يتقدمهم الفريق الركن محمود الصبيحي مستشار رئيس المجلس الرئاسي لشؤون الدفاع والأمن، والمناضل أحمد عبدالله المجيدي السفير ومحافظ لحج الأسبق، واللواء أحمد عبدالله التركي محافظ لحج، والشيخ عبد ربه المحولي نائب وزير التعليم العالي، وقائد قوات درع الوطن العميد بشير المضربي، بالإضافة إلى عدد كبير من الوجهاء والشخصيات القيادية السياسية والمدنية والعسكرية والقبلية.
ونص الميثاق القبلي على أن أي شخص ينتمي لقبيلة تتبع مديرية المضاربة يرتكب جريمة ضد شخص آخر من قبيلة أخرى واقعة في إطار المديرية، تعتبر قضية شخصية ويتحمل المعتدي الجريمة لوحده ولا علاقة لباقي رجال القبيلة به، ولا تحميه قبيلته ولا تتستر عليه.
وستتبع هذه المبادرة خلال الأيام القليلة القادمة لقاءات قبلية أخرى لأبناء مديريتي طور الباحة وكرش، لإشهار مواثيق قبلية أخرى في هذا الخصوص، ليكون ذلك ميثاق شرف قبلي لجميع قبائل الصبيحة من كرش إلى باب المندب للقضاء نهائياً على كل تبقى من قضايا ثأر بين قبائل الصبيحة.
تأتي هذه الخطوات الجبارة ضمن المساعي والجهود التي تبذلها الشخصيات القيادية الاعتبارية من أبناء الصبيحة، للقضاء على الثأرات التي أرّقت وأرهقت قبائل الصبيحة كثيراً في الماضي القريب، ولحقن الدماء والحفاظ على الأمن والسلام وتقوية النسيج المجتمعي الصبيحي، وتعزيز روابط الأخوة بين قبائل الصبيحة.
وبهذه الإجراءات الجريئة، ها هي قبائل الصبيحة على أعتاب مرحلة تاريخية لتوديع ظواهر الثأرات وإغلاق ملفاتها إلى الأبد، لتعلن عن ميلاد مرحلة جديدة خالية من الأحقاد والضغائن، ستغير شكل ومضمون المجتمع الصبيحي الذي أثبت للملأ أنه شب عن الطوق..
لقد عانت قبائل الصبيحة كثيراً من آفة الثأر وكانت جراحها غائرة ونازفة بشكل مستمر، وتبحث عن من يخرجها من هذا المستنقع الدموي، ليعلن ثلة من رجالاتها العقلاء والحكماء انتفاضة حقيقية في وجه الثأرات والمظاهر المسلحة، وتكللت جهودهم الصادقة - بعد توفيق الله - في إيقاف نزيف الدم الصبيحي، وإعادة المجتمع الصبيحي إلى جادة الصواب واجتثاث الأحقاد من النفوس، والتقى أصحاب الثأرات في مكان واحد وتصافحت القلوب قبل الأيدي، وتم التوقيع بكل قناعة ورضا على العهود والمواثيق القبيلة، لتعلن قبائل الصبيحة عن مرحلة جديدة يسودها الإخاء والتسامح والسلام والحب والوئام، ليتضح جلياً حجم الجهود الكبيرة المبذولة للوصول إلى هذه اللحظة المجيدة التي سيدونها التاريخ بأحرف من نور، ولتبقى نبراساً تضيء طريق الأجيال القادمة.
المبادرات والجهود الجبارة التي بذلتها الشخصيات القيادية والعقلاء والواجهات القبلية من أبناء الصبيحة لطي صفحة الثأرات وإغلاق ملفاتها إلى الأبد، تعد إنجازاً كبيراً ومؤشراً لا يستهان به يدل على مدى وعي أبناء الصبيحة وتغليب لغة العقل بالتجاوب مع كل دعوات الصلح ووقف نزيف الدم، إدراكاً منهم لضرورة لمّ الشمل وتوحيد الكلمة والصف في مواجهة المخاطر التي تتهدد حياتهم وتمزق نسيجهم الاجتماعي.
حقيقةً ما لاحظناه من نجاح كبير في اجتثاث آفة الثأرات بين قبائل الصبيحة فاق كل التوقعات للتخلص من هذه الظاهرة السيئة، والذي جاء ترجمة لجهود وتوجهات جادة وصادقة من قبل وجهاء وعقلاء الصبيحة الذين تضافرت جهودهم ومساعيهم الطيبة دون كلل أو ملل، حتى تحقق الهدف المنشود بالقضاء نهائياً على كل قضايا الثأر، وبدء مرحلة جديدة يسودها الإخاء والأمن والسلام.
فـ تحية إجلال وإكبار وتعظيم سلام لأبناء الصبيحة الأشاوس، الذين دائماً يثبتون أنهم نموذج يجب أن يحتذى به في الوعي والحكمة والتعاضد المجتمعي.