آخر تحديث :الأحد-16 يونيو 2024-05:26م

٢٢مايو ذكرى عزاء للشعبين

الخميس - 23 مايو 2024 - الساعة 02:13 م

صلاح بن فريد
بقلم: صلاح بن فريد
- ارشيف الكاتب




تم الاتفاق على مشروع الوحدة اليمنية والتوقيع عليه بين النخب السياسية في الدولتين( جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية و الجمهورية العربية اليمنية)، ليتم الاعلان عن الوحدة بين الدولتين في ٢٢مايو من العام ١٩٩٠م والإعلان عن قيام الجمهورية اليمنية التي ما إن جف حبر التوقيع على تلك الاتفاقية الا وتم الانقلاب على هذا المشروع ،مشروع لم يرى النور اساسا ، مشروع تم التوقيع عليه في يوم مظلم لم تشرق شمسه ، مشروع أصيب بمقتل في مهده ،أُطلقت رصاصة مقتلة من صنعاء و وارى جثمانه في عدن ، مشروع سياسي نخبوي لم يراعي لأي من معايير الوحدة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ولم يوخذ بعين الاعتبار لأي شكل من أشكال الوحدة والاتحاد بين الدول ، والذي من وجهة نظري هذا هو السبب الرئيسي في فشل هذا المشروع وقتله في مهده ،كون أركان هذا المشروع نخب سياسية أنفردت بتقرير مصير شعوب ولم تعمل لهم استفتاء في حق تقرير مصيرهم..
وبما انها كانت أعمدة هذا المشروع النخب السياسية التي ما إن انهارت ليسقط سقف هذا المشروع على الشعبين ،فيجسد ثقافة الجهل ،والتخلف، والظلم ،والبطش ، والاحتلال ، والنهب ، ومصادرة حقوق الغير ..
وبعد مرور أربعة وثلاثين عام نلاحظ البعض ممن يحتفلون بهذا اليوم في وقت يتم ذبح فيه الجمهورية في صنعاء من الوريد الى الوريد ليتم قتلها هي الأخرى ، وفي الوقت الذي يفترض أن يتم تسخير الجهود وتوجييها نحو إستعادة الجمهورية في صنعاء من قبل اولئك الوحدوين فإنهم أتجهوا نحو الجنوب محاولين تثبيت الوحدة في الوقت الخاطئ ،وبطريقة الخاطئة ظانين ان الاحتفال بهذه الذكرى من فنادق عواصم دول العالم سيثبت لهم الوحدة ..
وعليه فإن الاحتفالات من فنادق عواصم دول العالم لا تثبت وحدة ولا تستعيد جمهورية ، ويمكن التعبير بإن الاحتفال بذكرى ماتسمى الوحدة التي شبعت موت من قبل أحزاب ومكونات فشلت في عقر دارها في تبني مشروع دولة ،هو كالذي يهدي ورد في ليلة عزاء ..