آخر تحديث :الأحد-16 يونيو 2024-12:26ص

لماذا نهرب من المجلس الإنتقالي الجنوبي ؟

الخميس - 23 مايو 2024 - الساعة 09:21 ص

جمال لقم
بقلم: جمال لقم
- ارشيف الكاتب




 كان إستعادة دولة الجنوب حلم كبير يراودنا ، لا بل حلم يعيش معنا في كل لحظة منذ العام 1994م  ، و زاد أملنا في إستعادة الجنوب بعد حرب 2015م  ، بعد الغزو الهمجي لعدن و كانت وحدة الجنوبيين لصد العدوان و الإصرار على تحرير عدن قد شكلت حافزا كبيرا لنا  و نكسة كبيرة للمتربصين  بنا ، لكن ما بعد 2017م فالقنوط يتملكنا و نشعر بالإحباط كثيرا و لو أستمر الوضع هكذا على ماهو عليه فقريبا قد لا نجد مواطنا في الجنوب تهمه إستعادة دولته ..

 في 7 يوليو 1994م أنتصر نظام صالح و سيطر على عدن عاصمة الجنوب بعد ثلاثة أشهر من الحرب مع الجنوبيين الذين أعلنوا فك الأرتباط بنظامه بعد اربع سنوات من توقيع الوحدة معه و بعقلية المنتصر و في 8 من يوليو من العام 1994م أي بعد يوم واحد من إعلان إنتصار بداء صالح بتوزيع ثروات و أراضي و عقارات و مصانع الجنوب و كذلك مناصب السلطة على المقربين منه و من نظامه من المتنفذين و بصورة إستقصائية و عنصرية مناطقية كانت لأبناء سنحان و عمران و مكنهم من جميع مفاصل الدولة و بالذات في محافظات الجنوب و كذلك في مناصب القيادة العليا في الجيش و الأمن و صحيح أنه أشرك بعض الأسماء الجنوبية و بعض الأسماء من المحافظات الأخرى لكن كان ذلك ديكورا فقط لأنهم لا يملكون أي قرار حتى في إدارة مناصبهم ..

و في 21 سبتمبر من العام 2014م اقتحم الحوثيون صنعاء و سيطروا عليها و طردوا الحكومة الشرعية منها بمن فيهم الرئيس هادي و منذ سيطرتهم عليها و حتى الآن فهم يعملون و بصورة مناطقية و عنصرية طائفية على تمكين جماعتهم في السلطة و مفاصل دولتهم بالذات أبناء مران و محافظة صعده و من يرون أنهم ينتمون إلى ال البيت و مثل صالح فقد أشركوا تحميلا و ديكورا بعض الأسماء من الجنوب و بعض المحافظات و لكن هؤلاء لا يملكون أي قرارا و مهتنهم فقط الجلوس على الكراسي و الإبتسامة عندما تمر عليهم عدسة كاميرات الإعلام ..

  لذا فخلال ثلاثة عقود كنا نتمنى الإنعتاق من نظام صالح ووحدته بعد كل الإقصاء و العنصرية التي مارسها علينا في نظام و كذلك نتمنى أن لا يتم إجبارنا على الدخول في سلام و شراكة مع نظام الحوثيين السلالي العنصري الإقصائي .. لكن نرى أن الخيار المتاح أمامنا هو خيار لا يختلف كثيرا عن نظام صالح و دولة الحوثيين ، فمنذ تأسيس المجلس الإنتقالي الجنوبي في العام 2017م و هو يعمل بكل جهد على الإقصاء و سلك طريق العنصرية و المناطقية الجهوية و تمكين أبناء مناطق محافظة و بعض المديريات من مفاصل السلطة و قيادة الجيش و الأمن و بالأصح فمثلما حصر صالح الوطن شماله و جنوبه في أسرته و أبناء سرحان و عمران و مثله جماعة الحوثيين و سيدهم عبدالملك الذين يحصرون الوطن في مران وصعده و آل البيت كذلك يحصر المجلس الإنتقالي الجنوبي و رئيسه الزبيدي الجنوب في بعض المديريات و من هم مقربون من الزبيدي و لا نرى كذلك أملا في أية إصلاحات أو تصحيحا للمسار بعد توغل من مكنهم الزبيدي في إقتسام مربعات الفيد و الغنيمة في  العاصمة عدن بالذات و كما كبرت كروش رجالات صالح بعد 1994م نرى كروش رجالات الزبيدي و أصهاره و مقربيه قد كبرت في مقابل النحافة و الوجع و الألم الذي أصاب المواطن الجنوبي ..

  مالم يبداء الزبيدي و بصورة عاجلة من تصحيح المسار و الإنفتاح على بقية أبناء الجنوب فلن يكون مصيره الا كما مصير صالح الذي خرج عليه الشعب فيما يسمى بثورة الشباب و بصورة لم يتوقعها حين كان في سكرته و قمة النشوة أو أن يكون مصيره مثل السيد عبدالملك و جماعته مكروها و منبوذا حتى لو ملك قوة العالم كله أو خطب بشعارات الثورة و العدل و الحريات  كما تفعل المنظمات الدولية المنادية بها ..

  و بما أن المواطن الجنوبي يرى حتى الآن أن لا تغيرا سيحدث و أن لا فرق سيكون هناك ما بين نظام صالح و نظام جماعة الحوثيين و أن ذلك سيكون في تغيير لون الراية الخرقة فقط لذلك فنحن كجنوبيين كرهنا المجلس الإنتقالي الجنوبي حتى الحين و سنكره الجنوب من بعده طالما سيأتي بعنصريتهم و جهويتهم و أملنا بدولة ديمقراطية مدنية و ليست قروية أو مناطقية .. 

و أعذرونا يا أهل الملام