آخر تحديث :الأحد-16 يونيو 2024-12:26ص

انقسام الأحزاب اليمنية..وأثره على الأزمة التي تعيشها البلاد

الأربعاء - 22 مايو 2024 - الساعة 10:45 م

نايل عارف العمادي
بقلم: نايل عارف العمادي
- ارشيف الكاتب




استفادت مليشيا الحوثي الإرهابية من الانقسام السياسي الحاصل في اليمن بين مكونات الشرعية المعترف بها دوليا، وعملت مليشيا الحوثي خلال العقود الماضية على تعميق فجوة هذا الانقسام من خلال أدواتها في المناطق المحررة، ولعل أكثر ما ساهم في إطالة عمر مليشيا الحوثي هو انقسام الأحزاب السياسية والإسلامية في اليمن، وغياب الوعي الاجتماعي لدى المجتمع المدني، كما أن انقسام الخطاب الإعلامي له آثاره على الساحة اليمنية. هناك انقسام ملحوظ في الخطاب الإعلامي في المناطق المحررة، ومن أهم الأحزاب السياسية في اليمن حزب المؤتمر، وحزب الإصلاح، وبعض الأحزاب الاشتراكية والناصرية. ولعل حزب المؤتمر هو الحزب الأكثر انتشارا وتنظيما، ولا يزال هو الحزب الحاكم الفعلي في اليمن، رغم انقسامه إلى فريقين، فريق يدعم الشرعية، وفريق يدعم مليشيا الحوثي. وهنا يكمن السر ولا يزال حزب المؤتمر مسيطراً على الأمور في صنعاء وعدن، وعلى مسافة واحدة من جميع الأطراف. ولا يستطيع حزب المؤتمر أن يدعو إلى حرب حقيقية مع مليشيا الحوثي، أو أن يتبنى ذلك بسبب العداء بينه وبين حزب الإصلاح “إخوان اليمن”. ولا يزال حزب المؤتمر يتعايش مع مليشيا الحوثي، ولو على مضض، نكاية بأحزاب اللقاء المشترك، المتسبب الرئيسي في دمار الدولة اليمنية.


هذا الانقسام بين الفرقاء اليمنيين انعكس على الواقع الذي نعيشه. ففي الجنوب، على سبيل المثال، يُنظر إلى حزب المؤتمر وحزب الإصلاح على أنهما أعداء، تماماً مثل ميليشيا الحوثي. إن صاحب المؤتمر ينظر إلى صاحب حزب الإصلاح على أنه العميل والخائن الذي تسبب في كل ما طال اليمن من دمار وخراب، وإذا نظرنا بالعقل إلى من هو المستفيد من هذا الصراع الحزبي فإننا نجد أنها مليشيا الحوثي في ​​صنعاء، وهنا نستطيع القول أننا لا نستطيع هزيمة المشروع الإيراني في اليمن إلا إذا كان هناك اصطفاف حزبي وسياسي وترك الخلافات جانبا والتوجه نحو المعركة المصيرية مع مليشيا الحوثي. هنا تجد المرجع. إلى ضعف الأحزاب السياسية في المناطق المحررة في الجانب التنظيمي، إلى جانب اختلاف وجهات النظر والأفكار وهذا ساهم إلى حد ما في تفاقم الأزمة اليمنية.

كما أن معظم قيادات تلك الأحزاب هربوا إلى خارج البلاد وتركوا الشعب يواجه مصيره، وهم من شجعهم على التمرد على النظام وإسقاطه عام 2011م

دعونا ولنأخذ على سبيل المثال قيادات حزب الإصلاح أكبر حزب سياسي في اليمن والذين ساهموا في إسقاط النظام أين هم؟؟ ببساطة طبع خارج البلاد! والشعب الذي صفق لهم يعاني ويلات الحرب والتشريد والمجاعة.
هل يتحمل الشعب جزءا من المسؤولية لأنه ساعد في إسقاط النظام أم أن الشعارات الدينية والقبيلة هي التي خدعت الشعب؟ وجعلته يتسابق إلى ساحات الاعتصام غير مبالٍ بعواقب إسقاط الدولة.

نحن كشعب يمني بحاجة اليوم إلى حزب سياسي وطني يجمع كافة فئات المجتمع تحت مظلة واحدة ويحتضن هموم الشعب وقضيته المصيرية في استعادة الدولة وتطهير منابع الفساد واقتلاع العصابة الفاسدة، والخروج من. المأزق الذي أوصلتنا إليه الأطراف اليمنية بعد فشلها في إدارة مرحلة ما بعد إسقاط النظام والمبادرة الخليجية، وفشلها في مواجهة مليشيا الحوثي بعد سقوط صنعاء إن الشعب اليمني يتطلع إلى غد أفضل في ظل دولة مدنية حديثة بعيداً عن التعصبات السياسية والحزبية والمناطقية الضيقة....