آخر تحديث :الأحد-19 مايو 2024-06:46ص

الحق الضعيف لا ينتصر

الثلاثاء - 26 مارس 2024 - الساعة 02:17 ص

عبده المخلافي
بقلم: عبده المخلافي
- ارشيف الكاتب



 إن من قادوا التغيير في مصر وسورياواليمن كانت خططهم غير مكتملة وبلدانهم كانت بحاجه الى تكاثف الجهود والى تطوير لميمتلكوا الكادر المحترف الذي يفوز بالرهان لقد كان  اعدادهم ضعيف وإمكانياته تقليدية وخصومهم غير تقليديين  فاعدونا الى الوراء مئات السنين.

لا يمكن ان ينتصر الحق بالسيف والرمحفي عهد الميج وعابر القارات لا يمكن ان ينتصر الحق على يد من لا يملك الا الفكهوخصمه يتحكم بالاقتصاد العالمي لا يمكن ان ينتصر الحق ومنطق المنظريننفس منطق المستعجلين، لا يمكن ان  ينتصرالحق وقيادات التغيير تعتبر ما حصل في سوريا وغزة واليمن  انتصارا  لا ينتصر الحقونحن نراهن على عدالة قضيتنا في ضل مجتمعات لا تحترم الا الأقوياء لا ينتصر الحق ونحن بعد اول معركة نتطلع لمن يمد يد العون لنا عسكرياويقف معنا سياسيا ويعطي اقتصاديا ويوضح اعلاميا.

لا يمكن ان ينتصر الحق وانت اعلا طموحكان تمتلك سلاح شبيه بسلاح الحرب العالمية الثانية وانت تعيش في القرن 21  النصر يعني  اعداد وتفوق عسكريا وسياسيا واقتصاديا واعلامياوثقافيا وعقائديا.

استطاع الرسول صلى الله عليه وسلمالانتصار رغم فارق العدد  لأنه امتلك افرادكل واحد يحمل في صدرة جهاز رقابة ومحاسبة ويتطلع للأخرة أي فدائيين عد الواحد بألف،قد تمتلك القوة ولكن لا تمتلك النخب المتعلمة والمدربة فستظل مهزوم اليوم المحترفين  هم من يحدثوا  الفارق فالحق الضعيف لا ينتصر أبداً

ولا خير في حِلْمٍ إذا لم تكن له ..بوادر تحمي صفوه أن يُكَدَّرا

ولا خير في جهل إذا لم يكن له .. حليمٌإذا ما أوردَ الأمر أصدرا

ففي الحلم خير في أمور كثيرة .. وفيالجهل أحيانا إذا ما تعذَّرا

فالعدل الذي لا تسانده القوة سيبقىشعارا وامنيات  لا قيمة لها في ارض الواقعان ما نراه اليوم  وما يحدثونه بعض الفصائلليس قوة وانما قفزات طائشة الى المجهول اودت بالأمة في مقتل القوة حتى لو كانتظالمة ستنتصر حتما لان زمن المعجزات قد ولى وزمن الامنيات قد تبدد  هكذا هي سننالكون فلو غرق مومن وكافر فلا ينجوا الا من يجيد السباحة.

وكل النصوص القرآنية التي  تحكي انتصار الحق و العدل الحتمي لا بد منقراءتها تحت بند (وأعدوا) فمن غير الإعداد والاستعداد لن يفلح ذاك الحق حتى يقوىفلا انتصار لا صحاب الحق الا عندما يتعاملون مع النصوص من هذا المنطلق اعداديتناسب مع المحيط الذي تعيش فيه  يتوجب ان  يكون تأهيلالجندي  وإعداده يفوق تأهيل واعداد جنديالعدو نلاحظ العشرات من القضايا العادلة التيلا تنتصر اليوم والسبب أن الحق الضعيف لا ينتصر المومن هو نفسه قضى الله وقدرةفالقوة هي قانون الحياة.

إن القوة الاقتصادية قد تسبق القوةالعسكرية اليابان  اليوم قوة اقتصاديةضاربة 70 % من أراضيها وعره  غير صالحة للسكن وعدد سكانها فقط 125 مليوناً،فقيرة جداً بالموارد الطبيعية ومع كل هذا، فقد صنعت لنفسها مكانة تمنع أي دولة منالتعدي عليها وعلى مصالحها بسبب قوتها الاقتصادية الكثيرين يستطيعون الانطلاق منهذا الجانب لكن الجميع لم يخطوا خطوة في هذا الجانب.

 لا ينتصر الحق ومعدلات الفساد والسرقات واستغلالالأموال والثروات من قبل الانظمة في تزايد وتمرر دون عقاب لا ينتصر الحق في مجتمعينتشر فيه الغش والكذب والخداع حتى في ابسط الأشياء لا ينتصر الحق بتعليم يعتمد على الكتاتيب في عصر التكنلوجيا والذكاءالاصطناعي في تقدم على مدار الساعة. 

لا ينتصر الحق بطاقم يهرب من مواجهةالحقيقة وينشغل بأشياء ثانوية  صحيح انالأمة لا تموت لكنها تعيش ذليلة ومنهزمة ومتخلفة  لا ينتصر الحقبأمه متفرقة وعاجزة ومتناحرة  مقابل أمةقوية متماسكة؟