آخر تحديث :الإثنين-20 مايو 2024-02:06ص

المايسترو محمد القحوم .. عصر النور والارتقاء

الأحد - 25 فبراير 2024 - الساعة 10:12 م

خالد لحمدي
بقلم: خالد لحمدي
- ارشيف الكاتب


حتّى اللحظة لم أشاهد إلاّ نتفاً قصيرة ممّا يقدّمه المايسترو محمد القحوم من أعمال غنائية مصحوبة بآلات متعدّدة وتوزيع موسيقي مصاحب ينم عن إدراك وحبّ للموسيقى والتذوق الموسيقي و جمالية الذائقة الساكنة بداخله .
وإذا أمتلأت الروح بالجمال حتماً ستسع للغور في أعماق النور و محاكاة الحواس بالوهج وتشيّده أهرامات من السمو والارتقاء .
إذ إن ما يُقدّم ينبثق من رؤية وتعابير تشرح بوعي ومنطق توافر خبرات ومدارك مكتسبة ، تجعلنا نتضمّخ بالرؤى والتأويل ونُفسّر كثيراً ، وتذهب بنا تأملاتنا بفهم وشغف نحو علم الهارموني والقوالب الموسيقية المتعددة والإيقاعات والألحان الكثيرة ، وقد نستنبط في تحليلاتنا بعض الخصائص والقواعد المعمول بها والمتعارف عليها موسيقياً، ولكن يظل
ما يقدّم نقلة قد تُحطّم القواعد والنظريات الموسيقية ، إذ جاء بما لم ياتِ به سواه ، في وقت نحن بحاجة إلى من يأخذنا نحو فضاءات الدهشة و عوالم السحر والانتشاء .

وتظل الموسيقى بحرا متجدّدا لمن يجيد الغوص في العمق غير عابئ بالريح والموج والتيارات المتصاعدة ، إذ تنمو حين تجد المستمع والمتذوّق العارف بخطوط ومناحي
ما يستمع إليه ، إذ إن دور الموسيقى هو في إيصال رسالة أحرفها؛ الشجن و المحبّة والرفعة والسلام، و يظل الظفر حليف المستمع الجاد الذي يعي ويدرك أهمية التجديد والتجدّد ،
ما يكسب العمل الفنّي الألق والتفرّد، مصبوغاً بالزهو والمجد والخلود الدائمين .

وثمّة خواص مقامية وهرمونية وبلفونية يدركها جيداً ، وهنك ينماز به المقام اليمني ، وهي جزئية هامة للكشف عنها وإظهارها ، التي قد لا يعرفها إلاّ ذوو الاختصاص والمعرفة المتعاطون لهذه الأشياء بفهم ودراية ، ما سيكسب الأعمال إحساساً عاليا وسموا وبهاء .
وتبقَى الموسيقى كبقيّة الفنون ، تأخذ العقل والوعي ، وتسافر به في مدارات التاريخ والزمن ، ما يملؤنا بالرضا والسعادة والشعور بروعة الحياة والأمل .
لمَ لا ، وهي من تزرع فينا هالة السحر والجمال ، و ترسم معالم زمن مغاير وقانوناً يحتضن دروباً راعشة بالنصر والاخضرار ، يمخر بنا نحو فضاءات الدهشة والعذوبة والنقاء .

تقدّم ياصديقي ودعنا نستمتع أكثر ، فحواسنا الآن أكثر تلهّفاً واعتدالاً، فأمنحنا السمو والتخيّل ، علّنا نظفر بالفرح بعد تعب وانتظار .
قبل الأخير
وعدٌ نظل منخرطين في مشروعك القومي وخططك الصائبة ، نؤازرك في محاربة اللاوعي والتصحّر ، وفي أيدينا ورود عابقة بالمحبّة وقنائن العطر والاشتياق .

أخيرا
ابتسم يا عزيزي كي نبتسم معك قبل أن تُسرق من شفاهنا الأغاني وابتسامات الشكر والثناء .