آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-01:37ص

لا يعرف اليمن إلا من عرف

السبت - 27 يناير 2024 - الساعة 12:56 م

د.باسم المذحجي
بقلم: د.باسم المذحجي
- ارشيف الكاتب


ما الأكثر خطورة في اليمن: فساد الدولة أم المليشيا أم المرتزقة أم العملاء أم النُّخَب الفكرية؟!

المواطن الشريف يموت في اليمن، لقد فقدنا كل شيء في جمهورية الأوباش..أبرز ما قاله مؤسس علم الإجتماع العلامةعبد الرحمن إبن خلدون في مقدمته الشهيرة  :

- المغلوب مولع أبدًا تقليد الغالب، في شعارهِ وزيهِ ونحلتهِ وسائر أحوالهِ و عوائده، والسبب أن النفس تعتقد الكمال فيمن غلبها.

- الشعوب المقهورة تسوء أخلاقها، و كلما طال تهميش إنسانها يصبح كالبهيمة، لا يهمه سوى اللقمة والغريزة.

- عِندما تَنهار الأَوطان يَكثر المُنَجِمون والمُتَسَوّلون والمُنَافِقُون والمُدَّعون والقَوَّالون والمُتَصَعلِكون، وضَارِبوا المَندَل وقَارئوا الكَف والطَالع، والمُتَسَيسون والمَداحُون والإِنتِهَازيون، فَيَختَلطُ ما لا يُختَلط، ويَختَلطَ الصِدق بِالكَذب والجِهاد بِالقَتل، ويَسود الرُعب ويَلوذَ النَاسُ بِالطَوائف، ويَعلو صَوت البَاطل ويَخفُت صَوت الحَق، وتَشح الأَحلام ويَموت الأَمل، وتَزداد غُربة العَاقل، ويُصبِحَ الإِنتماء إِلى القَبيلَةِ أَشَد إِلصَاقاً وإِلى الأَوطان ضَرباً مِن ضَروبِ الهَذَيَان.

ويبقى السؤال متى سينتهي فساد السلطة باليمن؟ الجواب محال فالدكتاتورية السياسية مع الجشع السياسي أصبحت أجندات وسوط دول الأقليم في اليمن،  واستمرأت  الحكم بالحديد والنار لتشرعن نظام فاسد كان ومايزال جاثم على صدور اليمنيين.

فالنظام الفاسد في اليمن لا يمكن له أن يحيط نفسه بأشخاص ليسوا فاسدين، وهؤلاء بدورهم لا بد من أن يحيطوا أنفسهم بدائرة من المعاونين الفاسدين.. وبهذه الطريقة تمامًا تتوالى دوائر الفساد وتتشعب وصولًا إلى أدنى المراتب الإدارية، فيضطر الناس للتعامل معها وتتحول تدريجيا بالتالي إلى ثقافة شعب إلا من رحم ربي.