آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-03:36ص

أبين ورفع مستوى طرق وأساليب ثقافة المطالبة بالحقوق

الثلاثاء - 16 يناير 2024 - الساعة 02:58 ص

خالد شرفان
بقلم: خالد شرفان
- ارشيف الكاتب


يُحكي أنّ مجموعة من الفيلة قامت بتدمير غابتها وقطع أحد الشرايين الهامة المغذية التي تمد بحيرتهم الوحيدة بالماء، ومنعه من الوصول إليها والتي لا يستخدمها "سواهم" بحجة أن ملك الغابة "الأسد" لم يفي بوعوده التي يطلقها إليهم على القيام بتأمين وحماية الغابة من الأخطار الخارجية، فما كان من تلك الفيلة إلا تدمير الغابة والأضرار والأعصار بمصالحهم وببحيرتهم الوحيدة ظنًا منهم أنهم قد فعلوا الواجب منهم وأراحوا ضمائرهم، إلا إنه لم يمر عليهم سوى أسبوعًا واحد حتى بدأ الماء ينقص حتى جفت البحيرة تمامًا وهلك القطيع، ولم يتأذى الأسد من صنيعهم وبقي على قيد الحياة، المستخلص من القصة بأن لا تكن عامل هدم وتساعد في تدمير مصالحك التي لا يستفاد منها غيرك لتغضب جهة أخرى لا تشاركك منافعك بحجة حقوق ومطالب ثانوية ضائعة.

حقيقة لقد تابعت ما جري من مظاهرة شعبية رفعت فيها الشعارات المطالبة بالحقوق المدنية لأبناء محافظة أبين ورفع الظيم والإقصاء المتعمد الذي وقع عليها من قبل ذوو الاختصاص، شارحين لوسائل الإعلام كمية البؤس والحرمان ورفع الأسعار وتدني الأجور والرواتب وانعدام الوظائف ومطالب أخرى مشروعة وحقيقة والجميع متفق عليها ولا يختلف اثنان عليها.

ولكن..! أن يطال أو تطال أو تضر تلك المطالب الشعبية بمصالح الناس الآخرين الذين يشكون من نفس مما أنت تشكو منه فهذا للأسف شيء مزعج وقد يقلب الطاولة أو المعادلة من مع إلى ضد.
أن قطع حركة المرور الدولية أمام المسافرين ومنع مقطورات الغاز لنقله للمحافظات الأخرى ومطالبة التجار على إغلاق محلاتهم شيء مقلق، وقد تتصاعد الاحتجاجات وتتنامى وتؤثر على مصالح المواطن الأبيني نفسه بدرجة مباشرة ثم الذي يليه والذي يليه ولا نجد لما حدث حلًا ويصبح المتاح معدوم.

يدري الكل أن هناك طرق تصعيدية عديدة مشروعة قد كفلها الدستور وحماها القانون الكل يعلمها لكن لا تصل إلى الأضرار بمصالح المواطنين الآخرين العاديين فهذا شيء مثير للغرابة وقد يترتب عليه الزيادة في المعاناة والدخول في أتون مشاكل وفي اتساع رقعة الأزمة، ونغلق مقولة أن المطالب تأخذ اغتصاب وتأجيل تطبيق شعار المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف، فأبين فيها مافيها ولا ينقصها إثارة الفتن وتاجيج الصراعات السياسية.

يجب على العقلاء من الناس وأصحاب القرار القائمين على تنظيم وإدارة تلك الاحتجاجات التصعيدية "المتنوعة" إلى تغليب مصلحة المواطن اولًا وإخيرًا، وترشيد وأعلام الجميع "المتظاهرون" إلى مظاهرات حضارية حتى وإن استدعى ذلك إلى مظاهرات حاشدة "عرمرمية" تنديدية سلمية بحتة (ملتزمة) لايقطع فيها طريقًا ولا يمنع فيها نقل سلعة ما، ويشترك فيها
أنا وأنت والجميع في المحافظة مطالبين فيها وبالصوت العالي المسموع على ضرورة رفع مستوى وسقف الحقوق، وشرح المظلومية وعرضها على الحكومة وبكل الأساليب السلمية المتاحة والحديثة التي يعلمها ويدركها الجميع، ولا نكون سببًا في إصلاح حالنا على حساب غيرنا، فإن نحن فعلنا ذلك ستعود بضاعتنا لنا مزحاه بكيل بعير ممن اضرينا بمصالحهم، وعندها لا حقوق أتتنا من الدولة ولا أننا سلمنا من عدم استرجاع بضاعتنا من جيراننا الآخرين.