آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-08:43ص

مبدأ دفع الله للناس في غزة

الأحد - 12 نوفمبر 2023 - الساعة 07:18 م

علوي الوازعي
بقلم: علوي الوازعي
- ارشيف الكاتب


كنا نعتقد أن حرب روسيا -أوكرانيا  بالإضافة لإكتساح الصين لإقتصادات العالم من سيغير العالم وتقلب موازينه المختلة أصلاً ،لكن يبدو أنها غزة (أصغر من مساحة الوازعية) هي من سترسم ملامح العالم القادم وتشكل منظوماته الجديدة. 
واذا أراد الله شيئا أستدرج العالم من حيث لا يعلمون  بقانونه الإلهي "دفع الله الناس بعضهم ببعض" لتستمر صيرورة التداول والتجدد .

وما يحدث في غزة من يدري ربما ليس سوى إستدراج إلهي ؛  لهذا العالم الذي أوشك أن يتأسن ويصيبه العطن والفساد، لتبدأ صيرورة أخرى في حلقة أوسع تتبدل فيه المواقع وتتغير به المعادلات نحو عالم أخر مختلف بأقطاب جديدة وقوى متعددة إذ لا يمكن لعالم القطب الواحد أن يستمر كثيراً وحسب تعبير إبن خلدون إن لكل حضارة أو دولة ثلاث مراحل كمراحل الإنسان نفسه، طفولة فشباب فشيخوخة وبإسقاط ذلك على أمريكا فإنها في مرحلتها الأخيرة كممثلة لهذا القطب الواحدالذي كان له مرحلة طفولة، ما قبل القنبلة الذرية ومرحلة الإنكفاء على الذات سياسياً  ،ثم مرورها بمرحلة الشباب التي أبتدأت بظهورها  الدرامي في الحرب العالمية الثانية وإلقاء القنبلة الذرية على اليابان ثم إزاحة الإتحاد السوفيتي كقطب منافس وتصدرها ثم فرض سياستها على العالم بما في ذلك أوروبا  وتحكمها بالكثير من مجريات السياسة والإقتصاد وفرض عملتها الدولار  كعملة عالمية  لهذا الكوكب في معاملاته، ونرجو أن تكون هذه الإمبريالية الآن قد تخطت مرحلة الشباب إلى الشيخوخة ؛إذ يعتقد محللون إن هذا القطب الواحد يعيش مرحلته الأخيرة فأمريكا اليوم غيرها أمس ومن يتابع الأحداث في الأعوام الأخيرة سيرى إنها تتخبط تخبط الصريع وما حرب روسيا- أوكرانيا ومانتج عنها عنكم ببعيد ،ثم إنه من المحال دوام الحال  ،كما ان قانون التغير فقط هو القانون الثابت الذي لا يتغير  ..!

فاللهم عالم جديد يسوده العدل والسلام فقد شبعت البشرية جوراً وعنفاً ودماء عالم تطغى فيه القيم الحميدة ويعم الأرض الخير والرخاء والسؤدد.


✍🏼/علوي الوازعي