آخر تحديث :السبت-11 مايو 2024-11:49م

مطار عدن.. ذهب مع الريح

الإثنين - 24 يوليه 2023 - الساعة 11:20 ص

نبيل محمد العمودي
بقلم: نبيل محمد العمودي
- ارشيف الكاتب


لا أعلم مالذي ارتكبه أهالي هذه المدينة المكلومة ولكن الواضح ان كل قوى الشر تألبت لتكسر عنفوانها..
و أن طوفان الحزن يابأ إلا أن يطمس كل معالم السعادة فيها..
نحن للأسف في دوامات أحزان لا تنتهي..
نخرج من هَمْ نلاقي هموم،
نطلع من حزن نلاقي أحزان،
نتخلص من ألم تُصرِخنا أوجاع،
ما أن يطيب جرح حتى تتوالى بعده جراح أشد و أنكى..
نتحمل بكل صبر معظمها و تبكينا مثلها ولكنا نستمر في المقاومة..
و لست هنا بصدد فتح كل جروح المسكينة عدن..
ولكن ماحدث بعد ليلة عاصفة في الحبيبة عدن و دون الفنادق و دون المباني العشوائية الأخرى تضرب مطار عدن فقط و كأنه هدفها الوحيد أو كأن لعنة حلت عليه..
 تهشم الألواح الزجاجية تطير كسوره فوق روؤس المسافرين...
لتنكيء جرح كدنا أن نعتاد آلآمه و نتعايش مع فقدانه..
هو جرح السقوط المتكرر لواجهة العاصمة عدن مطار عدن الذي فقدناه كمطار دولي منذ ردح من الزمن..
ثمان سنوات عجاف لم تنفع المشاريع أن تعيد لعدن ثغرها الباسم و لم تصل بمطارها حتى إلى مستوى أسوء مطارات العالم..
ليضاف جرح أخر إلى وضع هذا المطار الذي خرج من إهتمامات مواطني الكثير من الدول التي تعيش بدوننا على كوكب الأرض بعد أن أصبحنا بلد شبه معزول و مخيف و طارد للسياحة..
عدن الحبيبة التي كانت قبلة للسياح ترأها اليوم فارغة على عروشها معزولة عن العالم إلا من منفذ جوي وحيد يحتوي على بوابتين تتناوبان مابين القاهرة و عمان..
و منادي يصرخ ينادي أصحاب القاهرة وبعدها بساعة ينادي المسافرين الى الأردن ثم تنطفئ الأنوار ويغلق المطار..
مطار دولة لا يملك إلا وجهات محدودة، تربض على مدرجه إن كثرت ثلاث طائرات كلها من جنسية واحدة تعمل ذهابا و إيابا..
فمتى يظهر صلاح الدين الذي يعيد الحبيبة عدن إلى مجدها وتعود كما كانت قبلة للسياح..

نبيل محمد العمودي