آخر تحديث :السبت-18 مايو 2024-09:32م

النُّخب السياسية الجنوبية فشلت في استغلال الانتصارات العسكرية والنجاحات الثورية

السبت - 22 يوليه 2023 - الساعة 09:33 م

محمد عادل العمري
بقلم: محمد عادل العمري
- ارشيف الكاتب


ما يثير الإحباط أن النُّخب السياسية المُمثِّلة للقضية الجنوبية لم تتوفق في استغلال الانتصارات العسكرية المُتتالية للجنوبيين بالشكل الصحيح والمطلوب والتي مثّلت بالنسبة لنا كجنوبيين عُصارة تضحيات جسيمة ونجاح ثوري ميداني شاق وطويل أُزهقت في سبيله الكثير من الأرواح، واستُهلكت فيه طاقات الرجال والشباب.
يؤسفني القول إن الانتصارات العسكرية والنجاحات الثورية الميدانية والتضحيات الجسيمة وعلى الصعيد السياسي لم تنعكس إيجاباً ولم تتساوى حتى مع ما تم إنجازه على الصعيد العسكري والميداني، ذلك أن النُّخب السياسية فشلت في تحويل الانتصارات العسكرية إلى نجاحات سياسية، وإسناد تلك الانتصارات وشرعنتها والدفاع عنها وتمثيلها تمثيلاً يليق بحجمها ويُلبّي تطلعات ما كانت تصبو إليه..
إنه لا معنى ولا قيمة لأي انتصار عسكري أو ميداني دون أن يسنده ويكون له مُمثل ومشروع سياسي حقيقي يُثبت أحقيته واستحقاقاته، ويُؤكد صدق قضيته ومشروعه، ويُبرهن عدالة مطالبه.
مشروع القضية الجنوبية اليوم يسير في طريق مجهول والأرجح أنه يسير نحو الهاوية! كيف لا؟! ونحنُ نشاهد نُخبنا السياسية تتخبط في فراغ ليست لها فيه بوصلة، تائهةً تعيش حالة من الإفلاس السياسي على مستوى الإقليم والخارج، وتُعاني رداءة في بناء هياكل مُؤسساتها على مُستوى الدّاخل!
لا تزال النُّخب السياسية للقضية الجنوبية تتعامل مع المواقف الإقليمية والخارجية والتغيّرات السياسية بشيءٍ من السذاجة والعفوية، وتتعاطى معها تعاطياً ثورياً لا سياسياً، ولا تُجيد المُراوغة وفنّ الدُّبلوماسية، والاهتمام بالأولويات قبل البدائل. 
تُؤكد مُعظم المُعطيات والمُؤشرات على الساحة السياسية لليمن والإقليم أن  القضية الجنوبية أضحت الحلقة الأضعف من بين كل المكونات والمشاريع السياسية؛ وقد كان المأمول أن تكون القضية الجنوبية طليعة القضايا ومحور أي عملية سياسية قادمة.
لقد أوشكنا على خسارة مواقف دول الإقليم ودعم الأشقاء لنا في التحالف العربي، وأصبحت أنظارهم جميعاً تتجه نحو استبدالنا بأحزاب ومكونات قديمة جديدة منها على سبيل المثال حزب المؤتمر الشعبي، ومكونات المجالس الوطنية ذات الخلفية (الإخوانية).
وهنا أُشير وأُؤكد أن الفرصة لم تفت بعد ولا تزال قائمة للتصحيح والعودة إلى الواجهة ولن يتحقق ذلك إلا بالتقييم والنقد البناء، وإحداث تغيير جذري للنُّخب السياسية، وإشراك الشخصيات الفاعلة التي تحمل فكر وفهم عميق بدهاليز ومجريات السياسة، وتفهم كيفية التعامل مع التغيّرات السياسية، وتُدرك المخاطر وتتأنى في اتخاذ القرارات ولا تستبق الأحداث.
نحنُ بحاجة إلى شخصيات تكون على مسافة واحدة وقريبة من مطالب الشعب ومصالح دول الإقليم والخارج والتوفيق بينهما. نحن بحاجة إلى شخصيات تتحمل مسؤولية الارتقاء بالمؤسسات وتنمية موارد الوطن والنهوض به.