آخر تحديث :السبت-11 مايو 2024-11:49م

صالح العبيدي..السهل الممتنع!

السبت - 08 يوليه 2023 - الساعة 01:03 م

نبيل محمد العمودي
بقلم: نبيل محمد العمودي
- ارشيف الكاتب


 

لا أفضل الكتابة عن الأشخاص إلا إذا تجاوز الحديث عنهم الحدود  وأصبح موضوعهم أشبه بقضية رأي عام أو حالة إجتماعية بإمكانها إلحاق الأذى بأخرين أكثر ضعفاً من العبيدي...

بالأمس طلع الأخ صالح العبيدي هادئاً كالعادة  في بث مباشر بالصوت و الصورة  وبهدوء بدون ان يظهر على وجهه إي تعبير عن إنزعاج أو  خوف وهذا مايتميز به  السهل الممتنع العبيدي..
وذلك بعكس الكلمات التي تحمل كمية من القهر ليدفع عن نفسه الأقاويل المشككة في مصدر أمواله و إيضاً التعرض له بألقاب تحقير و إزدراء وكذا وضع أصبعه على نقاط كثيرة تسببت بالضرر في تماسك مجتمعنا وتمزيق نسيجه دون تفكير بالعواقب..
و رغم بساطة فيديو البث المباشر إلا أنه سلط الضوء على تجاوزات كثيرة تضر كثيراً بشعبية الدعوة لعودة الدولة إلى ماقبل الوحدة..
أولاً دعوني أضع أمامكم حصيلة معرفة كونتها عن صالح العبيدي نتاج  لسنوات طويلة عبر الشبكة العنقودية من خلال منشوراته أو طلوعه الكثير في بث مباشر أو وهذه أحد أهم تواصلي معه عبر مراسلاتي الخاصة به عبر الماسنقر في الفيسبوك...
مع العلم أني لم ألتقي به إلا مرة في مصافحة عابرة أعتقد أنه لم يتعرف علي حينها..
موضوعي هذا لا يحتاج إلى تقصي لمعرفة حقائق ما ساقه العبيدي من توضيح لمصادر أمواله والتي حددها بعمله كمصور في قناة عالمية و بابور الشفاط الذي يمتلكه والأموال التي يجنيها من عمل الدلالة في بيع الأراضي و المنازل والسيارات و غيرها،
ولعل أجملها ماسمعت منه وهو شيء جديد بالنسبة لي أن ضمن أحد مصادر دخله التي عددها هو عمل زوجته كدكتورة..
تلك المعرفة أستطعت أن أكون فكرة أن صالح العبيدي إنسان على درجة كبيرة من الطيبة والتلقائية و الوضوح...
يميل إلى الظهور في بث مباشر لأبسط الأسباب و أحياناً تجده من غير موضوع و هذا هو الأمر المحير فأصبحنا نشعر و كأننا على وشك أن نتعرف على أغلب تفاصيل حياته من خلال ماينشر،
فهو لايجد حرجاً في عرض ألآمه والمواقف التي تعرض لها والتي تحدث له وخصوصياته الممكنة والتي بالنسبة له عادية أن يعرضها على الملأ ويجدها البعض أنه إنسان متهور و غير مسؤول و إلى أخره..
فتجده في نفس اليوم يطرق موضوع و بعدها بساعة تتفأجى بأنه أخذك في موضع نقيض..
ولكني شخصياً لا أجده إلا تعزيزاً لقناعتي بتلقائية و لطف كبير و قلب طفل بريء يربض في صدر العبيدي...
للعبيدي آلاف المتابعين لا يحظى بها الكثير منا و له أسلوب فكاهي متميز يجعل البعض يتابعه و كأنه مسلسل كوميدي شييق..
ولايتورع العبيدي عن إظهار عيوبه للجميع بل و ارأه انه يضع بعض أصدقائه في حرج حين يمارس هواية التصوير في إلتقاط مواقف مضحكة لهم في صور أو فيديو فتخطر في البال عشرات من علامات الإستفهام،
كيف لايكترث أن بعض تلك الصور بالإمكان أن يستخدمها  من يريدون الإيقاع به و بأصحابه في تناولات خبيثة..
ولكنها ميزة براند مسجلة بإسم العبيدي السهل الممتنع فلا يهمه ذلك و لايعطي له إي وزن..
وتجده أحياناً أخرى يظهر و كأنه يروج لسلعة او طبيب او إي جهة تعامل معها في ترويج لا تعرف إن كان ممول أو رد جميل،
او فقط لمجرد التعبير عن الراحة النفسية التي حصل عليها بفضل تلك الجهة..
مثل قضية طبيب الأسنان الذي ساعده في عودة الرونق إلى إبتسامته حسب وصفه الفكاهيه..
و تاجر المعاوز  و تاجر الجنابي وحتى بائع القات كان لهم نصيب من بثه المباشر..
ولعل أكثر عروضه كوميدية هي حكاية العبيدي مع التوشكا فأخذت نصيب أكبر من عروض البث المباشر و تحت البطانية و النوم إلى ساعات متاخرة والتخلف عن العمل بسببها حتى أصبحت التوشكا مشهورة بسبب العبيدي..
تناوله إيضاً لبعض الناشطات بطريقته الخاصة التي تختلف حولها المواقف ولكنها من العبيدي لاتشعر فيها الخبث مثل أخرين حينما يتناولون نفس الموضوع..
إيضاً ترى فيه إنسان يتأثر بجوانب الخير فينشرها دون تردد على الجميع غير مهتم من هي الجهة التي تقف خلف ذلك العمل الخيري..
فيمدح حتى في الخصوم المستفزة للبعض و يشيد بهم ويضع صورهم في واجهة المنشور كما فعل في مرة مع المخلافي وهذه الظاهرة يتفرد بها العبيدي وقليل أمثاله..
ومن وجهة نظري تصرف العبيدي يعتبر تصالح كبير مع النفس فقيمة نفسه أكبر من أراء الأخرين حين يتفاعل بتلقائة مع الأفعال الخيرية وليس مع الأشخاص..
ولكنها خلقت له عدأوة من البعض الذين لايرون في خصومهم إلا شياطين ويحرم ذكر حسنة واحدة لهم فينهالوا عليه بحملة التخوين والخروج من الملة..
و مرة ترأه يكتب متناولاً موضوع على الطرف النقيض و هو يتحدث عن أبناء تعز تبدو للبعض بأنها إحتقار لهم و عنصرية و ما إلى ذلك فيجد الشتم من البعض هنا و الإستحسان من البعض في الصف الأخر، ولكنه يوحي إليك أنه متصالح مع الجميع و أن ليس في ذلك إي كراهية أو حقد و أن ذلك فقط لمجرد المزاح...
أقرأ الكثير من الردود حول مواضيعه المختلفة ومنها عبارات (أنت حق بطنك) و هذه من ألطف الشتائم التي نقرأها ضده حيث يوجد ماهو أفظع و أمر..
وقد قال عنها في البث المباشر كل شخص حر بما يقول حتى و لو ماعجب البعض كلامي فلماذا التخوين و التجريح و ذكر مثل الصحفي أنيس منصور كواحد من ضحايا التخوين الذين تم تنفيرهم بسبب هذه الأفعال..
و هنا انا متاكد بأن هنالك من سيجد الفرصة للشتم والتخوين..
نقطة اخرى مهمة ذكرها أن سبب طفش نسبة كبيرة ذكرها في منطقته دارسعد و عدن سببها العنصرية والمناطقية و هي تصنيف أولاد عدن بالأخدام و الأصول الدحباشية والصومالية والهندية و الاخونجية و غيرها من التميز العنصري الغير مسؤول ما جعل الكثير من أبناء عدن يشعرون بالخوف من مصير مجهول يسود فيه حالة من الإقصاء والتمييز في ظل دولة قادمة لن تقبلهم وتهددهم بالطرد و التشريد..
البث المباشر يوم أمس الذي طلع فيه العبيدي كان من أفضل ما رأيته من إيصال فكرة نشر الحب والتعايش والقبول بالأخر و إحترام أراء الأخرين و نبذ الإحتقار و العنصرية و الكراهية و التخوين...
و هي خطوات أساسية ومهمة جداً  لتصحيح الأخطاء و إستعادة الثقة وترميم نسيج المجتمع الذي تعرض للتمزق و الفرقة...
هذا إذا كنا جادون لبناء مجتمع يقبل بعضه البعض و يحترم كل أبنائه مهما اختلفت الوانهم و أصولهم و أعراقهم ..