إن أكثر ما يتذكره لاعب كرة القدم بعد اعتزاله هو الالقاب، واقرب الالبومات الى قلبه تلك التي يظهر فيها محتفلا رفقة زملائه بإنجاز سطروه وبلقب حملوه واحتفلوا به على منصة تتويج، نعم تلك الصور أهم بكثير من مقاطع الأهداف المتنوعة على كثرتها وبراعة احرازها واهم من كل الجوائز الفردية مهما كانت قيمتها، فأثر التتويجات الجماعية لايزول بل يبقى ارثا مهما لكل لاعب افنى عقدين من عمره داخل المستطيل الأخضر.
هناك كثير من النجوم في العالم اداءهم لا يتجاوز ولا يقترب حتى من اداء النجم الانجليزي هاري كين ولكن القابهم تخطت عتبة العشرين لقب بل حتى لامست او تجاوزت الثلاثين لقب و كانوا من اكثر اللاعبين ترددا على منصات التتويج، سطروا لأنفسهم ارثا كبيراً من الالقاب،وتعددت لحظات الفرح والاحتفال لديهم حتى اختطلت عندهم تلك اللحظات بل حتى تاهت بعضها لقلة اهميتها بالنسبة لهم مقارنة بألقاب أهم.
هاري كين “الاعصار” او “حليف الشباك” الإستثنائي في احراز الاهداف يتقدم به العمر وتسرقه السنوات ولم يحظى حتى الان بلحظات يستحقها تكريما لمسيرته العامرة بالأهداف وتتويجا لدوره الحاسم امام مرمى المنافسين، كين من رفضته البطولات وقست عليه النهائيات مع توتنهام و منتخب انجلترا مازال حبيس الخيبة ورهين اللحظات المريرة ومازالت القاب كرة القدم تدير ظهرها اليه ومتمنعة في ان تجود بكرمها عليه وهي التي كانت كريمة سخية مع لاعبين اخرين ربما اقل جودة حتى بكثير من امير توتنهام.
يصنف هاري كين من اعظم المهاجمين في تاريخ انجلترا كيف لا وهو الهداف التاريخي لمنتخب الاسود الثلاثة وواحد من افضل اللاعبين في تاريخ الدوري الانجليزي الممتاز لكن هذه الافضلية التي دعمتها ارقامه الكبيرة وجدت امامها مدربين تعاقبوا على تدريب توتنهام لم ينجحوا في ترجمة قدراته الكبيرة الى تحقيق القاب جماعية كان يستحق ان يتوج بها، وتكسر حالة الصمت وخيبة الأمل المتكررة التي لازمته مع السبيرز، كما أن تنافسية البطولات المحلية في انجلترا وبروز فرق قوية مع فروقات شاسعة وامكانيات مهولة ربما كانت مساهمة بشكل كبير في عدم تتويجه مع توتنهام، وربما لو كان ظهور كين في غير هذا الزمان لكان في جعبته العديد من الالقاب الآن.
ربما حان وقت رحيل هاري عن توتنهام فلاعب بجودته لابد أن تتحدث عنه محركات البحث مستقبلا بعدّ القابه وانجازاته الجماعية وصور التتويجات التي حققها، فالحياة تحتاج إلى قرارات جريئة، ورحيل هاري كين عن توتنهام يمثل الخطوة الأولى للخروج من ظلال النحس والسعي نحو تحقيق الألقاب المنشودة والأبطال لاينتظرون أن يأتي النجاح إليهم، بل يجب أن يبحثوا عنه، ورحيل هاري كين عن توتنهام يفتح أبواب التتويج بالألقاب المرموقة وأعتقد أنه لو حقق ذلك فحتى جماهير توتنهام ستفرح برفعه الكؤوس ولو بقميص فريق آخر…
