حديثنا اليوم عن ظاهرة دخيلة لم تكن موجودة قبل فترة طويلة في قاموس أبنا المنطقة الوسطى بمحافظة أبين،لكن نظراً للضعف العام في جسد الدولة نتيجة الأحداث التي عاشتها مؤخراً من حروب وأزمات وما لحقها جراء ذلك الضعف والتخلخل،ونتيجة لذلك كله وانتشار الآفات الدخلية على المجتمع مثل الحبوب والمخدرات،كل هذه العوامل سهلت انتشار هذه الظاهرة بل وساهمت في استفحالها بين أوساط المجتمع وخاصة فئة الشباب.
هذه الظاهرة الخطيرة والدخيلة التي نعاني منها في مديرية الوضيع كسائر مديريات المنطقة الوسطى،تتمثل في قطع وسرقة الأسلاك الكهربائية بمختلف أنواعها النحاسية والمعدنية،وكذلك خطوط الاتصالات الأرضية،بل وتتعدى ذلك لتطال مشاريع المياه الحكومية بالمديرية،ظاهرة سيئة تستهدف تعطيل الخدمات العامة للمواطنين،ربما تكون هذه الظاهرة مُسيسة ولها ابعادها الخاصة، أو أنها نتيجة لانتشار الممنوعات.
وبعد كل تلك المعاناة جراء هذه الظاهرة وما نال الناس منها،خرجت إلى السطح فكرة "وثيقة الشرف القبلية" والتي انبثقت من معاناة أهالي مديرية الوضيع ونالت استحسان السلطة المحلية فيها،وتتمثل هذه الفكرة في دعوة مشائخ القبائل والشخصيات الإجتماعية والأعيان وخطباء المساجد في المديرية إلى اجتماع عام وموسع ترعاه السلطة المحلية ويتم من خلاله خط وثيقة تجرم هذه الظاهرة الدخلية وتنزل بمرتكبيها أشد العقوبات.
قريباً إن شاء الله سوف يتم التوقيع على هذه الوثيقة وبدعم السلطة المحلية والجهات الأمنية بالمديرية،ولذلك أجدها فرصة لدعوة الجميع لمحاربة مثل هذه الآفة الخطيرة،وكذلك لدعوة المعنيين من سلطات محلية ومشايخ وأعيان إلى التفاعل الإيجابي مع هذا الحدث الهام والذي نعول عليه كثيراً في القضاء على هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا القبلي المحافظ،والله ولي التوفيق.