آخر تحديث :الأحد-03 نوفمبر 2024-12:56م

غروب الكوكب علي أحمد أبو الرجال

الجمعة - 05 أغسطس 2022 - الساعة 10:02 م
عبدالباري طاهر

بقلم: عبدالباري طاهر
- ارشيف الكاتب


 في السنوات العشر العجاف فقدت اليمن عددًا كبيرًا من خيرة بناتها وأبنائها. غرب الكوكب في مجموعة اليمن الشمسية علي أحمد أبو الرجال.

علي أبو الرجال من علماء اليمن ومن فضلائها، وعلم من أعلام اليمن، وكوكب شديد اللمعان في مجموعتها الشمسية، ورمز أدبي وثقافي كبير في المستويين العربي والدولي.

حياته المديدة حافلة بالبذل والعطاء. ارتبط محبًا لمدينته صنعاء، ولوطنه اليمن، وأمته العربية. تدرج منذ يفوعه في مناصب عديدة قبل الثورة وبعدها. تلقى تعليمه الأولي في مدارس صنعاء وفي الجامع الكبير، ونال حظًا من التحصيل في عدة علوم. وهو أديب ومؤرخ كبير، ومثقف واسع المعرفة والاطلاع، لم يقتصر اطلاعه على الكتاب، بل انغمس في الحياة العملية والهم اليومي لمدينته صنعاء وشعبه اليمني. عمل في عدة وظائف من الأوقاف، إلى سكرتير في الأشغال، وحتى وكيلاً ومستشارًا.

أشرف بعد الثورة على المستشفى الجمهوري بصنعاء، وعين محافظًا لمدينة صنعاء، ثم الحديدة. شارك في إنشاء الهيئة العليا للحفاظ على صنعاء القديمة، وكان عضوًا في مجلس أمنائها، كما شارك في التأسيس للتعاون الأهلي للمدينة، ورأس هيئتها بالانتخاب.

كان القاضي الجليل والإنسان الأجل أبو الإرشيف. حافظ على ما تحت يده من مخطوطات ووثائق وصحف وأدبيات، وكان الأب الروحي للأدباء المثقفين والدارسين يزودهم بالمعلومات المتوفرة والمراجع.

عندما عين محافظًا في الحديدة دعم الأنشطة الأدبية والثقافية والتعاونية، وعمل على تشجيع التعاونيات الزراعية.

في ثمانينات القرن الماضي كان مقيله في الأشغال العامة منتدى أدبي وثقافي، وهو عضو في مجلس أمناء مؤسسة العفيف الثقافية.

كان المرحوم يمشي وسط الناس بدون حراسة وتعالي. إن الكوكب الذي افتقده اليمن والأمة من العظماء الذين حافظوا على كنوز مدينته ووطنه، وكان أمينًا صادقًا للوظيفة والأمة والشعب.

مكتبه كمنزله كقلبه مفتوح للجميع. كنا في نقابة الصحفيين نرجع إليه للاطلاع على الصحف الصادرة في اليمن كلها، كما كان طلاب المعرفة في المدارس والجامعات يجدون فيه السند والعون في دراستهم وبحوثهم.

ابتعد عن الصراعات، وحافظ على علاقاته الإنسانية والودية بالجميع؛ فرحم الله القاضي الجليل والإنسان عظيم الأدب والتواضع والخلق علي أحمد أبو الرجال.