آخر تحديث :الثلاثاء-30 أبريل 2024-11:10م

فحمان .. الذئاب الحُمر !!

الخميس - 18 نوفمبر 2021 - الساعة 05:55 م

ناصر الساكت
بقلم: ناصر الساكت
- ارشيف الكاتب


- ودقت ساعات فحمان السويسرية بلونها الأحمر الغاني، تصحي ليل "أبين" المظلم والمؤلم المسكون بحرقة الآهات وقسوة التنهيد، معلنة ميلاد بطل جديد في لحظة فرح تاريخية طال انتظارها ومضى على آخر ظهور لها نحو أربعة عقود عندما كانت سيول حسان تطفيء لهب الشعلة في نهائي كأس الجمهورية عام 1983م على ملعب الحبيشي بعدن ويتوج"الفارس" بطلاً ناشرا الافراح والليالي الملاح في أرجاء "أبين" أيام الزمن الجميل وصانعاً إنجازاً كروياً فريدا لن يسقط من الذاكرة..!


- اليوم فحمان يجدد اللحظة بكل تفاصيلها وألوانها الفرائحية .. يكرر الإنجاز بنفس الطريقة وهو يطيح بوحدة صنعاء ويغتال الأحلام الزرقاء "2-4 " بركلات الترجيح في نهائي دوري الدرجة الأولى في موقعة سيئون منتزعاً لقب البطولة بجدارة ومهارة واستحقاق، لأول مرة في تاريخ النادي الأبيني الفقير - الذي لا يملك مقرا ولا ملعباً مثل خلق الله - ليطير بالكأس والذهب إلى مدينة مودية معقل "الذئاب الحمراء" ليعلن فحمان نفسه كبيراً وبطلاً متوجاً ، تاركاً خلفه الزعيم الوحداوي والإمبراطور الأهلاوي "الصنعانيات" بكل "إمكانياتهما" المهولة يتقاسمون فتات الوصافة بلونيها الفضي والبرونزي.

- نبارك للاعبي فحمان وإدارة النادي والحهاوبن الإداري والفني وأبين عامة هذا الإنجاز الكروي الجديد! والمجيد الذي سيخلده التاريخ!

- تفوق لاعبو فحمان على واقعهم الصعب وحققوا البطولة في ظروف استثنائية لينشروا الفرحة والبهجة في أرجاء محافظة محملة بالأثقال ، مقطعة الأوصال ، تطحنها الحروب والويلات والخطوب ، أهلها يعانون ، خيرة أبنائها يذهبون ضحايا لصراعات لا ناقة لهم فيها ولا جمل ..!

- فلتفرحِ أبين ولو مؤقتاً لتزغرد فرحا من تحت ركام الحرب والحزن ورائحة الموت والبارود احتفاءً بهذا الإنجاز وتربع شباب فحمان على عرش الكرة اليمنية كآبطال متوجين بالذهب في زمن الحرب والكرب !

- فحمان دخل الدوري مغمورا، فقيراً ، معدماً، تخلت عنه قيادات أبين ، تناسوه الكل ، تُرك الفريق وحيدا يصارع الكبار دون دعم أو مساندة ، لا يملك من الإمكانيات سوى الاعتماد على الله ومهارات لاعبيه الأبطال وقدرات مدربه الفذ محمد حسن بعداني واجتهادات قيادة النادي ودعوات ومؤازرة الجماهير الوفية المتعطشة للفرح الغائب .. فتمرد اللاعبون على الواقع وكانت المعجزة، نيل "البطولة" والظفر ب"الكأس"..

- باسم أبين صنع اللاعبون مجداً كروياً جديدا، وسطروا تاربخاً عظيما وإنجازاً كبيراً ليهدوا محافظتهم "الحزينة" شيئا من الفرح والنصر في زمن الانكسار!

- يحق لأبين أن تفخر وتفتخر بلاعبي فحمان وأن تشيلهم الجماهير على كفوف الراحة .. لما لا وأنتم قادتها وقياداتها، ولكم علينا حق أن نرفع لكم القبعات احتراما وتقديرا وننحت صوركم واسمائكم في كل شارع وحارة ، أما مهندس النصر محمد البعداني نجم شمسان والمنتخبات الوطنية فيستحق أن نعمل له تمثالا في كل مدن أبين على طريقة الكوريين الجنوبيين في تعاملهم مع الهولندي "هيدنيك" بعد مونديال 2002م .. فأنتم الأبطال والذئاب "الحُمر" والنجوم المتلالئة في الليل الأبيني البهيم!!