آخر تحديث :السبت-18 مايو 2024-11:02م

ما عاش من يهدّد الجنوب وناسه!

الجمعة - 13 مايو 2016 - الساعة 09:51 ص

علي المقري
بقلم: علي المقري
- ارشيف الكاتب


 

فوجئت بحملة شرسة ضدي على صفحات التواصل الاجتماعي ومواقع الكترونية جنوبية على خلفية تصريحات نسبت لي تشير إلى أنني فلت  "سنعمّد الوحدة اليمنية بالدم وسنجتاح الجنوب للمرة الثالثة" وهو ما لا يمكن قوله من قبلي في أي حال أو شكل.
كل ما في الأمر أنني انتقدت ترحيل العمّال الشماليين من عدن، وهو الفعل الذي تراجعت عنه السلطات في عدن بشكل معلن، وأعلنت الرئاسة استنكارها له، مما يعني أنني لست وحدي الذي رأيت هذا التصرف خاطئاً.  وهو ما أغضب البعض من الحراكيين وقاموا بعمل ردود انفعالية دون تفكير أو تقدير للنقد وحرّفوا عباراتي على غير مقاصدها. فقد قلت في السياق أن فعل الترحيل لا يخدم حتى الدعوة إلى الانفصال أو حق تقرير المصير بالطرق السلمية لأن هذه الدعوة (الانفصال) يفترض أن تلقى تعاطفا من الشمال اجتماعياً على الأقل لتنجح، فحسب وجهة نظري أن مثل الفعل الأخير (ترحيل العمال) "يدفع إلى عكس ذلك فالشمال كبير بقوّته البشرية ويستطيع مجدداً أن يفرض إرادته الوحدوية بالقوّة كما حدث في صيف 1994".  وقولي إنه يستطيع لا يعني أنني مع هذه الاستطاعة أو الفعل ولكنّه تشخيص حال من وجهة نظري، ويعرف المتابعون لكتاباتي أنني وقفت ضد حرب صيف 1994 بكتابات منشورة وقتها. وكان يمكن الرد عليّ والقول إنّ الشمال لا يستطيع القيام بهذا، إذا كان أحدهم يرى غير ما أراه، لا أن يعتبر قولي تهديداً بسبب أنه يرى أنني من الشمال! 
وتبعاً لرأي نفسه الذي يرى إمكانية اجتياح الجنوب مجدداً من قبل قوى الشمال تساءلت: " هل يريد الحراكيون أن تعمّد الوحدة بالدم مرتين؟!!
هل يفهمون أن بفعلهم هذا يوحدون كل قوى الشمال ضدهم؟"
وتساؤلي واضح ضمن سياق الفقرة. ولا يعني أنني مع فعل الحرب أو التعميد بالدم أو، أكرر، أنني أنطلق من رؤية جهوية شمالية أو غير شمالية، لأن سياق المنشور بكله يقول إن هذه الأعمال لا تخدم فكرة الانفصال سلمياً!
وأظن أن الغضب من النقد هو الذي حوّر وفسّر رأيي على هذا النحو. لأن ما نسب لي لا يتفق مع كل كتاباتي التي طالما وقفت فيها ضد كل الحروب التي شنت على الجنوب ورأيت أن لأبناء الجنوب الحق في تقرير مصيرهم، بما في ذلك حقهم في الانفصال، كما رأيت باستمرار أن وحدة عمّدت بالدم، ستنزف حتى الموت.
وهناك عشرات المقالات يمكن العثور عليها في صفحتي في الفيس بوك أو في جوجل، وبعضها كان يعاد نشرها من المواقع نفسها التي هاجمتني.
وما يؤسفني أن هذه الحملة الواسعة، شارك فيها بعض الأصدقاء والصديقات الذين يعرفون مواقفي وكتاباتي السابقة. فانتقاد سلوك ما أو إبداء رأي لا يعني أنه يجيء من جهة مضادة، أو يخدمها! فأنا لست ناطقاً سياسياً باسم سلطة الشمال أو باسم أي سلطة أو جهة سياسة جهوية أو حزبية ولست عسكرياً لأهدّد. وما أعرفه أن هواي الوحيد كان وسيبقى جنوبياً.