آخر تحديث :الأحد-16 يونيو 2024-09:09ص

ملفات وتحقيقات


أين تقف أبين اليوم من المشهد السياسي؟ هل تقوم دولة دون أبين؟

الخميس - 23 مايو 2024 - 08:21 ص بتوقيت عدن

أين تقف أبين اليوم من المشهد السياسي؟ هل تقوم دولة دون أبين؟

(عدن الغد)خاص:

لماذا تلاشت أبين من المشهد السياسي؟

لماذا سقطت رجالات أبين من المشهد السياسي مبكرا؟

خروج سياسيي أبين من المشهد.. استهداف ومؤامرة أم نهاية مرحلة؟

غياب سياسيي أبين عن هذه المرحلة.. هل لافتقارهم للشخصية الكاريزمية والقدرة على التعامل مع صعوبات المرحلة؟

تحليل/ عبدالله جاحب:

بيت القصيد السياسي ومنبع القيادة والإدارة، هي الدولة إذا أردنا وصفها، والقيادة في وهج إداراتها، فلا تكاد تذكر الدولة ومؤسساتها ومرافقها، إلا وتطرقت وذكرت ومررت على محافظة أبين.

مرحلة تكاد تكون فيها الصورة ضبابية بالنسبة لمحافظة أبين ومعدومة الرؤية، وفاقدة التوازن، ومفرغة من محتواها وشكلها الداخلي والخارجي.

مرحلة تاريخية راهنة أفرغت من جوهرها ومضمونها، بانعدام بوصلة ورمانة الميزان فيها.

> لا دولة دون أبين

لا دولة دون "أبين" ولا حكومة دون قيادتها، ولا مؤسسات دون إدارتها، مقولة أدمن عليها الجميع منذ نعومة الأظافر، وكانت أشبه بالقانون الفيزيائي أو ضوابط وأسس المعادلات الرياضية أو الهندسية أو المعادلة الحسابية التي لا تقبل القسمة على اثنين.

تلاشت أبين عن المشهد السياسي، وغابت عن منعطفات المرحلة الراهنة، وتبخرت وسقطت رجالاتها عن مقاليد الحكم وقيادة السلطة وإدارة البلاد الواحد تلو الآخر.

وتحولت إلى سراب بقيعة تحمل تغييرات وتقلبات المرحلة، وتقذف به خارج أسوار وحدود المشهد السياسي.

> لماذا سقطت رجال أبين من سماء المشهد السياسي مبكراً؟

كانت رجال أبين ومنذ حقب ومراحل تاريخية سياسية وعسكرية، تتصدر المشهد السياسي بصورة كبيرة وبارزة، وكان لها نصيب الأسد في التربع على عرش مفاصل وأروقة ودهاليز الدولة.

حيث كانت رجالا تضع البصمة والعلامة السياسية الفارقة في كل مرحلة من مراحل العمل السياسي والعسكري لقيام وإنشاء الدولة، والشواهد على ذلك كثيرة ومتعددة ومختلفة وعديدة.

ومنذ احتجاجات الحادي عشر من فبراير 2011 م التي عرفت بالربيع العربي، تم نقل السلطة وحكم اليمن من الرئيس صالح إلى نائبه عبدربه منصور هادي، وهو أحد رموز وقيادات محافظة أبين.

بعدها أتت أحداث انقلاب "صنعاء" على الرئيس هادي من الحوثيين، ومروراً بحرب صيف 2015م، وتحرير المحافظات الجنوبية وعدد من محافظات الشمالية من قبضة الحوثيين في الشمال والجنوب، بدأت لعبة دراما الكراسي السياسية بالدوران والتحرك، وإخراج رجال أبين وقيادتها السياسية والعسكرية والأمنية خارج أسوار وحدود المشهد السياسي للمرحلة والحقبة الراهنة.

> الرئيس هادي يخرج من المشهد

نقل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي كامل صلاحياته إلى مجلس القيادة الرئاسي، ليطوي بذلك 10 سنوات من حكم البلد، ونص إعلان هادي على أن يكون مجلس القيادة الرئاسي برئاسة رشاد محمد العليمي، وبعضوية 7 أعضاء هم سلطان العرادة، وطارق صالح، وعبد الرحمن أبو زرعة، وعبد الله العليمي، وعثمان مجلي، وعيدروس الزبيدي.

كان ذلك بداية التهاوي والسقوط من المشهد السياسي للمرحلة، ولم يصمدوا رجال أبين في المشهد السياسي طويلاً بعد سقوط "الهرم" عبدربه منصور هادي، فبدأوا يتساقطون كأوراق الخريف.

> الوزير الميسري يلحق الرئيس هادي

فبعد "هادي" جاء الدور على وزير الداخلية المهندس أحمد بن أحمد الميسري ورفاقه.

فكانت أبين ورجالها السياسيون خارج أسوار وحدود المشهد واللعبة السياسية، والشيء الذي اختلف بين حقب ومراحل الأزمنة التاريخية الماضية والراهنة، أن السقوط جاء في المراهنات السياسية مبكرا، وعلى غير العادة والمتوقع.

> استهداف ومؤامرة أم نهاية حقبة؟

لم يعد هناك تفاصيل وحيثيات دقيقة أو مقاييس يمكن أن يقاس عليها الصورة العامة للمشهد السياسي لرجالات وقيادات محافظة أبين.

فقد أضحى الوضع يترنح بين الاحتمالات المفتوحة، التي تضع نفسها بين مطرقة الاستهداف والمؤامرة، وبين نهاية حقبة بكل تفاصيلها وصورها دون رجعة.

نظرية الاستهداف والمؤامرة، هي النظرية التي تتكرر دائما وأبدا، وهي من ترمي بظلالها بنسبة كبيرة وعالية بين السواد الأعظم من أبناء المحافظة، الذين يرون أن محافظتهم محط أنظار الاستهداف والمؤامرة، وأنها تحارب وتستهدف بشكل واضح وفاضح ولا يحتاج إلى قارئ الفنجان أو فتح طلاسم شفرات الأوضاع السياسية التي تمر بها المحافظة.

وهناك من يرى عكس ذلك، ويذهب بعيداً عن تلك النظرية، ويتجه صوب نظرية أخرى، بعيدة كل البعد أن ما يرمي إليه الكثير حول نظرية الاستهداف والمؤامرة، فكل ذلك في نظر الطرف الآخر ليس له أساس من الصحة.

ترى شريحة أخرى بأن دور محافظة أبين سياسياً قد انتهى كلياً، وأن كل من يحاولون العودة إلى المشهد السياسي، لا يملكون كاريزما وشخصية العمل القيادي والإداري والسياسي، وليس بمقدورهم تحمل أوزار المرحلة وتعقيداتها.

بين النظريتين تقبع محافظة أبين، وتنتظر ما سوف تأول إليه الأيام المقبلة والمرحلة، التي قد تفصح عن الكثير من المتغيرات والعديد من الأمور التي تغير موازين الحسابات وأدوار اللعبة.

حتى ذلك الوقت، ستظل أبين واقفة على أسوار ماضي الدولة وحدود المشهد السياسي للمرحلة الذي تلاشت وتبخرت وغابت عنها.