آخر تحديث :الإثنين-29 أبريل 2024-01:45ص

عالم المرأة والأسرة


طرق ذكية للتعامل مع عناد المراهق

الثلاثاء - 02 يناير 2024 - 10:05 ص بتوقيت عدن

طرق ذكية للتعامل مع عناد المراهق

مجلة سيدتي

المراهقة مرحلة صعبة؛ يعاني فيها المراهقون من تقلبات المزاج والتحسسالزائد والعناد، وهم في حالة دائمة من تطوير إحساسهم بهويتهم والدفاع عنها بكلالسبل، مما يسبب قلقاً للآباء، يجعلهم يعتقدون أن ما كل يرونه من سلوك عنيد.. فهوضدهم، رغم أنه لا يكون موجّهاً إليهم على الإطلاق!

ومن أجل هذا، فهناك طرق ذكية للتعامل مع عناد المراهق، ومحاولة خفضصوت الصراخ بداخله؛ ليُعلم الجميع أنه موجود، وأنه شخص مختلف عن أبويه، لهاستقلاليته وفرديته!

بالتقرير التالي نتابع مراحل المراهقة، ونتعرف على معنى العناد،وكيفية احتوائه، والعوامل التي تزيد من عناد المراهق وخطوات لاحتوائه. اللقاء معخبير الطب النفسي وتعديل السلوك الدكتور حسن مسعود الشال؛ للشرح والتوضيح.

مراحل المراهقة وبداية الصراع

مراهقة الفتيات تبدأ بعمر 9 سنوات.. والذكور 12 عاماً

المراهقة ثلاث مراحل:

للفتيات: المرحلة الأولى من المراهقة تبدأ من 9 سنوات حتى 15سنة.. والثانيةمن 15 إلى 18.. والمرحلة الثالثة من 18 إلى 21 سنة.

وللذكور: المرحلة الأولى تبدأ من 12 إلى 15 سنة.. والثانية من 15 إلى 18،والثالثة تبدأ من 18 إلى 21 عاماً.

يحدث خلال هذه المرحلة تغيرات جسمانية، يصاحبها تغيرات فسيولوجيةونفسية واجتماعية وعاطفية، وما يتبع هذا من تغيرات في الشخصية.

إلى جانب تطور في ملامح شخصية الابن المراهق، والتي تتأرجح ما بينقمة الإيجابية والمثالية، والفوضى والعناد.

ومن هنا يبدأ الصدام مع الآباء، نتيجة لعدم إدراكهم بالتغيراتوالتطورات المفاجئة التي حدثت للابن خلال سنوات المراهقة.

وذلك لأن الآباء مازالوا ينظرون إلى الأبناء المراهقين على أنهمأطفال ينبغي توجيههم، وهنا تكون المشكلة.

حيث يظهر الأبناء بعض السلوكيات السلبية؛ مثل العناد والمراوغةوالكذب، وغيرها من السلوكيات، كرد فعل لأوامر أو تعنت بعض الآباء.

وتكون النتيجة عدم التواصل الإيجابي الفعال مع الوالدين، نتيجة عدماحتوائهم وتقديرهم خلال فترات نموهم الفكري والسلوكي والاجتماعي.

عناد المراهقين.. صدام يمكن احتواؤه

العناد ثورة إيجابية لتكوين شخصية الطفل

العناد سلوك لا يتجزأ من تركيبة المراهقة، حيث يثور المراهق علىالعادات والتقاليد والقيود المفروضة عليه.. وبالتالي قد يلجأ المراهق للعناد كردفعل مباشر لعناد أحد الأبوين، وهنا لابد من تجنب سلوك العناد مع المراهق، والتعاملمعه بأسلوب الحوار والإقناع.

ولكنها في مضمونها ثورة إيجابية، يتم فيها تكوين شخصيته التي علىأساسها يبني مستقبله.. لذلك فمن المهم احتواؤه وتقديم الدعم المناسب لكل مراهق يمربهذه المرحلة الانتقالية، لما سوف يترتب عليه من رسم سمات الشخصية.

ينصح الأسرة والآباء والأمهات وجميع المدرسين في المدرسة بأهميةالحوار مع المراهقين، مع إعطائهم مساحة من الحرية، والسماح لهم بالتعبير عن رأيهم،وعدم توبيخهم أمام الآخرين، أو حتى بعيداً عنهم.

والامتناع نهائياً عن إعطائهم النصائح والإرشادات المبالغ فيها، خاصةأمام أقرانهم؛ حتى لا تأتي بنتائج عكسية، ويفقدون ثقتهم بأنفسهم.. كما أن دعوةالأبناء للتنزه خارج المنزل من أفضل الأفكار لمصادقة المراهقين، والتعرف علىأصدقائهم والترحاب بهم واحترام خصوصيتهم.

العمل على تحديد أوقات للجلوس معهم ومشاركتهم وجبات الطعام الثلاث،ومشاركتهم في المناسبات الاجتماعية.. ومساعدتهم على تحمل المسؤولية وكل ما يخصالأسرة، سواء بالداخل أو الخارج.

عوامل تزيد من عناد المراهقين

أصدقاء السوء ومقابلة العند بالعند.. يزيد من عناد المراهق

مقابلة العند بالعند من جانب الأهل.. تزيد من تفاقم المشكلة لدىالمراهق وتجعله متمسكاً أكثر بعناده، وتجعل الأهل في موقف صعب؛ حتى لا يخسرواابنهم أو ابنتهم.

عدم المعرفة الكافية للأهل بطرق التعامل السليم مع المراهق العنيد،تتسبب بزيادة ظهور هذه الصفة لدى المراهق، والتي تزيد صعوبتها مع مرور الوقت.

كما أن شحن الأصدقاء للمراهق بتأييد سلوكياته العنيدة، وتشجيع إصرارهعلى العند حتى لو كان على خطأ، يزيد من وهم المراهق بأنه يتصرف بشكل صحيح.

ومع زيادة تحريض أصدقاء السوء، فإن خصلة العناد لدى المراهق تزداد،ويصبح من الصعب السيطرة عليها مع الوقت.. وإذا لم يقتدِ المراهق بنموذج ومثل أعلى؛فإنه يقوم بتقليد شخصيات قد يكون من ضمنها أشخاص يتسمون بصفة العناد.. والتي قديراها صفة تعكس القوة والصلابة.. ومن جانب ثانٍ، إذا عاش المراهق في بيئة أسريةكثيرة المشاكل؛ تزداد لدى المراهق صفة العناد وتشبثه بهذه الصفة السيئة.

فهم طبيعة المرحلة

من اضطرابات وجدانية، تقلب المزاج، عصبية زائدة، انخفاض الثقةبالنفس.

مشاركته بالرأي

المراهق لم يعد ذلك الطفل الصغير الذي كنت تتعامل معه يوماً ما،وبالتالي فمن الضروري مشاركته بالرأي.. ما يجعله يتحمل المسؤولية ويشارك الأسرة فياتخاذ القرارات.

تجنب الانفعال

احرص على تجنب الانفعال مع عناد المراهق، ففي هذه المرحلة لا يسيطرالمراهق على غضبه، وقد يتخذ بعض القرارات التي ليست في مصلحته، لهذا حاول تهدئته،وتناقشا معاً كأصدقاء.

قدم له بدائل وحلولاً

عناد المراهق لا يأتي من فراغ، ولكنه نتيجة لرغبته في الاستقلالوقيادة الأحداث بعيداً عن رغبات أسرته، وهنا لابد من تقديم عدة بدائل وحلول لأيموقف يمرّ به المراهق.

اغرس الثقة لديه

لا تجعل حديثك الدائم كلاماً عن أخطاء المراهق وصفاته السلبية، وتحدثعن النقاط الإيجابية في شخصيته، وامدحه من وقت لآخر، ما يعزز لديه الشعور بالقبولوالاستحسان، ويزيد تقديره لذاته.

تكليفه ببعض الأعمال

كلفه ببعض المهام المحببة إليه، ما يجعله يتحمل المسؤولية ويعرف قيمةالعمل والمشاركة، كما سيكون نشطاً داخل الأسرة.