آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-11:11م

أدب وثقافة


عن العربي .. والعبري (مقال)

الإثنين - 26 أكتوبر 2020 - 09:17 م بتوقيت عدن

عن العربي .. والعبري (مقال)

(عدن الغد) خاص:

عن العربي .. والعبري ..!(مقال " 1 "للكاتب/ عبدالسلام القيسي)

نعرف،منذ الأزل ، ونقرأ تأريخ العرب والعلاقة بين مختلف التكوينات التي حكمت العالم ولو قلنا وسط العالم والتي عاشت في الجزيرة والمنطقة الممتدة من الصحراء الى الينابيع في الشام ومصر ومدت الحضارة الاسلامية،في زهاء قرون عدة، بساط العلاقة الدينية الثنائية الى كل مكان؛ونكتشف هامشية الدفاع العربي والحضور في القضية الفلسطينية والتجمهر خلف القشور مما أتاح لمثل اسرائيل الظهور بمظهر الحداثة

هناك ثلاثة مداخل لقراءة التطبيع وزواياه وهم المدخل التأريخي وثم المدخل الديني ومن ثم المدخل القومي ولنبدأ بالمدخل الأول التأريخي

اليهودية كديانة كانت منتشرة في الجزيرة العربية خاصة في اليمن والى قبل خمسون سنة كن مدن وأرياف وعزل وعائلات يهودية في كل المدن اليمنية لولا بساط ريح ٤٨ واليهودية مكون أصيل من هذه الأرض ومن الجزيرة ككل ولنرجع الى تأريخ نشوء الرسالة الاسلامية في يثرب وقصة خروج اليهود من المدينة ومن حول المدينة ليست نصا قاطعا أن اليهود يجب نفيهم من الأماكن هذه بل التصرفات تلك كانت ضد التصرفات المعادية للاسلام فقط ومثلهم مثل اي عدو فلو لم تكن خيانة بني قريضة للرسول لن يطلب منهم المغادرة عن المدينة ولولا عداءيات خيبر ومؤامرة بني قينقاع والا لبقيوا فاللهم ردة فعل لأفعال آنية والدلالة على ذلك أن العائلات اليمنية اليهودية لا زالت في اليمن بعضها وبعضها تغادر حتى اللحظة،وهم ليسو مهاجرون الى اليمن بل من يهود العصور القديمة الذين حفظوا هويتهم ومواطنهم بعيدا عن الدين ولم يحق عليهم المغادرة

هكذا تأريخيا كانت العلاقة ثنائية والمقاربة بين العرب واليهود مقاربة خاطئة فالعرب قومية تجمع ديانات الله الثلاث من اليهودية والمسيحية والاسلام ، وكما هي ديانة اسلامية مقاربتها مع اليهودية كديانة ونكتشف من هذه الجزئية قدر الغلط الحادث في الخطابين الديني والسياسي وخص اليهودية كقومية فيما هي تأريخيا ديانة جمعت من كل فج وطرف كل عرقيات العالم ولذا نجد أنهم الصهيانة من قوميات شتى فكيف لهم القول أنهم يهود وعبر التأريخ نعلم أن اليهودية بزغت في المنطقة العربية سواء في الشام أو في اليمن ونتفق حول أبوة ابراهيم لاسماعيل وكذلك جد اليهود اسحاق ولا نختلف عنهم أبدا

ابراهيم يؤصل أن ما حق للعرب أو لنسل اسماعيل في المنطقة يحق لولده الأخر وهذه تفسر اشياء كثيرة كمدخل تأريخي وحتى لفظي العبري والعربي متقاربان بشدة وقد سكنوا كل البلاد كعرب وما لفظ العبرية الا اشتقاق من الأصل ( عرب ) وثمة تأصيل منطقي لهم في المنطقة العربية وكل دول الأصالة والمعاصرة والحداثة كجزء من تأريخ كبير وثمة اسماء كبيرة منهم وهب بن منبه وكعب الأحبار

المدخل الديني نفسه نفس ديانات أخرى وهذه مرهونة بيد الله الذي قال لا اكراه في الدين ولذا بقي امتدادهم في كل البلدان العربية منذ قبل الاسلام الى الآن فما نعلم أن الاسلامية لحقت باليهودية ونفي الاسلام عنهم ليس نفيا يخص الأرض بل الديانة كما هم المسيح العرب فحقوق المسيحي المكفولة له عربيا يجب أن تضمن لليهودي حقه كذلك في هذه الأرض كما هي للمسلم بنظر شريعة الله السمحة وبنظر قانون العالم الحداثي فالعربي مهما كانت ديانته هو عربي وهكذا يجب أن نكن مع اليهود من منظور التدين السلمي

أما المدخل القومي فنشوء الدول اليهودية الدينية كانت بالمنطقة العربية ونفي المنطقة عن اليهود هو نفيا أيضا للعرب القاطنون في المنطقة فمتلازمة تواجدهما معا حقيقة حتمية كعبريين وكعرب ، قوميتهم عبرية وليست يهودية ، وقوميتنا عربية وليست اسلامية ، ومن هذا المنطلق فالمشكلة ليست في اليهودية اذ مشكلتهم في فلسطين مع العنصر العربي فقط في جلب قوميات اخرى من دول أخرى وباسم اليهودية وكما جلبوا كل يهود العرب من كل الدول الى فلسطين ولو حدث يوما وسقطت دولة اسرائيل في المنطقة سنكتشف أن اليهود العرب هم قوام دولة اسرائيل وسيعود اليهودي اليمني الى اليمن والعراقي الى العراق،والسوري الى سوريا ، وهكذا سنكتشف الغلط الحاصل

أن التطبيع كان واجب حدوثه في المرحلة الأولى لوجود اسرائيل فنحن العرب من خلال تصرفات هوجاء في الممانعة ومقاطعة اسرائيل جعلنا كل اليهود العرب ينسون قوميتهم التي تجمعنا بهم ومنحنا أقلية اليهود من قوميات اخرى حقية الحرب باسمهم لكسر المقاطعة بمختلف أشكالها ففي اسرائيل قوميات شتى وكنا ادوات بيد الصهيونية العالمية لشحذ كل قوى اليهود حفاظا على كينونة الدولة الناشئة مما اتاح لهم استثمار هذا الكره وتأصيل النوع الاجتماعي بالمنطقة

لولا الغلط والتشدد الحاصلين منذ النكبة عام ٤٨ لكنا ذوبنا دولة اسرائيل وجعلنا كل جذر..