آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-09:17ص

كيس التبن السلفي

الإثنين - 18 نوفمبر 2013 - الساعة 07:59 م

بشير عثمان
بقلم: بشير عثمان
- ارشيف الكاتب


 

كانت الأمور على هذا النحو، ماجد الشعيبي ذهب إلى صلاة الجمعة، ويقوم في ذات الوقت بتأدية مهنته كصحفي، في ذات الوقت أيضا كان هناك من يؤدي مهنته في تجنيد أبناء عدن لإرسالهم الى الموت في صعدة. تتطلب الحرب في صعدة مقاتلين يسهل تجنيدهم، تحت شعارات طائفية، شباب من عدن ربما أسهل من يمكن تجنيدهم، وهذا ما حاول الشعيبي كشفه أمام الرأي العام. وبشكل لم تعهده عدن، تعرض إلى إعتداء وحشي جماعي، إعتداء مرتبط ذهنيا بثقافة أخرى من خارج ثقافة المدينة وأهلها.

 

للجامع وظيفة غير الصلاة، فليس كل البشر الذين يرتادوه من أجل الصلاة، نشهد المحتاجين ولصوص الأحذية، ومهما كان المجتمع متدينا لا بد أن يستغل الجامع خارج وظيفته الدينية، وتبعا للعصر وظروفه، وقد شهدنا نقاشات كثيزة حول الجوامع، ودورها، صراع الحوثيين والسلفيين في رمضان الماضي، ذكرى ليست ببعيدة ونشأت المشكلة إن كان أحد قد نسي حول صلاة التراويح، وهذا الأمر يعطينا فكرة أن الجامع ليس للصلاة.

 

يحافظ الجامع على إمتيازات الجماعات والطوائف، وعلى تأكيد حضور أتباعها وأفكارها، فنحن لسنا في مجتمع علماني، يفصل السياسة عن الدين، ولا مجتمع مستقر مذهبيا ولاسياسيا. وبالتالي الجامع له فعاليته وأحد أدوات الصراع. جوامع عدن، بعد حرب ٩٤، غير التي كانت. فقد فرض شكل جديد من الجامع هناك، السلفي تحديدا كان الحاضر الأقوى، وتوجه كثير من ابناء عدن نحو التدين السلفي، وللشباب هناك طيبة حد الذهاب إلى صعدة لخوض معركة أهل السنة ضد الرافضة.

 

ترك الانجليز والحزب الإشتراكي مجتمع عفوي ومثالي، أفراد صالحون نفسيا وذهنيا كنواة لمجتمع مسالم وحضاري، لكن مع هزيمة وفراغ كبير. أبن خلدون أرسى فكرة مدركة: المهزوم يتماها مع ثقافة المنتصر. وهذا ما حدث في عدن. تمكنت قوى تقليدية من استغلال هذه النواة المحترمة، ميكافلية القبيلة والسياسة والجامعات الدينية إستغلت عدن وشبابها وبناتها، تحت ظروف الصدمة والهزيمة. هذه أمور لاتحدث في صنعاء، يضعب تجنيد ابناء القبائل أو تعز، الوعي والتجارب أغنت الحياة فيهم وحدت من استغلالهم، ومن يشارك يعرف الثمن.

 

ذهابا الى الشمال أو الجنوب، نلمس الفرق. حتى الجو يختلف، تشكلت الحياة في ظروف وقناعات مختلفة، الأكل، اللبس مختلف، والتدين ايضا كان مختلف، وأي تمظهر متشابه تنطبق علية الخلدونية السابقة. في العام 90 صافح البيض؛ صالح، وتصافحت ثقافتين ايضا.