آخر تحديث :الإثنين-17 يونيو 2024-10:20م

الإدارات المدرسية هي المسؤولة عن النتائج السلبية للتلاميذ !

الإثنين - 27 مايو 2024 - الساعة 10:15 ص

الخضر البرهمي
بقلم: الخضر البرهمي
- ارشيف الكاتب




أن الأرواح التي تتمزق في الصغر تنتقم لنفسها في الكِبر ، وتغلق باباً لايفتح ، فلاتمنح بعد لبشراً أو حيواناً أو شجراً حناناً سلب منها من ثم تحبو منتقمة من المجتمع والمكان الذي تعيش فيه ، بسبب ذلك المدير الذي دمر طفولتها وجاءت المُخرجات عدوانية وإنتقام ، فمن الأفضل بناء طفل بدلاً من إصلاح إنسان !

عندما يفتح الطفل عينيه ويرى النور يوضع في حضن أمه ، لهذا تكون علاقته بوالدته عاطفية أكثر منها تربوية ، ويأتي لاحقاً دور الأب في تحديد سلوكه وانطباعه المُبكر ، لكنني أعتقد وهذا رآي أن السلوك المُكتسب من طرف الطفل في صغره مستمد بشكل كبير أو كلي من المدرسة ، فماحصل له عند الكِبر من نتائج سلبية سببها تلك المؤسسة التي ساهمت بشكل مباشر في تدمير براءة كورق الورد بين حيطان إدارة عاجزة وقد شطّرت الخلافات سماءها وآخذت كل مافي الروح من فضيلة وسمو !

هُنا يُكمن الفشل التربوي من قبل إدارات المدارس حين نجد أسرة فقيرة أعطت المدرسة طفلاً ذكياً موهوباً ، ومع مرور الوقت أصبح ذلك الطفل مُتبلداً نتائجه وتحصيله العلمي لايُسر متمرد ، المدير أو المعلم السبب في هذا أو في أحضان كليهما تنمو الجريمة !

المدرسة ظاهرة إنسانية اجتماعية ومصنع للتربية ووسيلة التلميذ في مواجهة تحديات الحياة ، مع التسليم من أنها لاتحمل على عاتقها مهمة تغيير المجتمع لكن وظيفتها بالمقابل إنتاج المواطنة الصالحة وفي الواقع الأخر الشاذ قبضة قاسية تمسك بالأجساد الصغيرة الغضة وتنتزع منها كل جميل !

صعوبات الدراسة لدى الأطفال هي مشكلة مزدوجة المسؤولية أحد طرفيها سوء تدبير المناهج وتُخلف طرق التدريس ، وطرفها الأخر المدير ومايقدمه من أفكار خارج إطار فقهه وواقعه وبالتالي جاءت البصائر على يديه حولا !

قد يظن الظان من أننا متحاملين على الإدارات ولكن هذا هو الحاصل والوارد في معظم المدارس ، مع الاعتذار الشديد لواحد أوعشرة من الذين يعملون بصدق وإخلاص في إداراتهم وقد أعطي مثالاً هنا للمثاليين من ثم ترتفع ضحكات كالبالونات إلى سقوف المنازل من قبل اولئك المتنمرون الذين يقرؤون ولايفقهون ، ففاقد الشيء لايعطيه !

فحين يسأل نفسه ذلك المدير وينزعج ممانقول ويتذمر ويحط علامات أستفهام في ذيل موضوعنا هذا ، بادره أنا بالقول لماذا ؟ ينبع ذلك الود الرقيق من نهر سليم ويجف عند صحراء سعاد ، وفي الأخير أميل ويميل معي الوزير والمدير والموجه إلى أن سكينة وطمأنينة الطفولة بين جدران المدرسة هي منبع كل ود لاحق في نفوس التلاميذ !