المهر هل هو حق وتكريم للمرأة ؟ أم صفقة بيع وشراء لتحديد قيمتها ؟؟
نعلم ان الزواج هو اكمال نصف الدين و شّرع وواجب علينا في سن معين اكمال هذا الدين سواء لشباب أو الشابات .. أما إذا كبر الرجل أو المرأة وتجاوز كلاً منهم زهرة شبابه تثقل عليهم الحياة من كل النواحي
ومع ذلك لا يكتمل هذا الدين الا بالشروط ومنها المهر ..
إذا لماذا نلاحظ هذه الأيام إرتفاع كبير في المهور مع إرتفاع المعيشة وكأن المهر بات له علاقة باقتصاد البلاد .. وهذه الظاهرة نجدها في كل البلاد العربية وهي ظاهرة خطيرة لانها تساهم بشكل فعال وكبيرفي إنتشار الرذيلة ونسبة العنوسة التى اصبحت كبيرة وكبيرة جدا .
وللنظر في الظاهرة من الناحية الدينية
نجد قلة الالمام بالدين والعمل به هو سبب من الأسباب فلو وعينا لقول الرسول صَلى الله عَلَيهِ وَسَلمَ : (خير النكاح أيسره) لفهمنا ان ظاهرة غلاء المهور ليست من الدين ولم يوصِ بها النبي .ابدا
وفي حديث أن عُمَرَ بْنُ الْخَطَّابِ قال :" لا تُغَالُوا صَدَاقَ النِّسَاءِ فَإِنَّهَا لَوْ كَانَتْ مَكْرُمَةً فِي الدُّنْيَا أَوْ تَقْوًى عِنْدَ اللَّهِ
كَانَ أَوْلاكُمْ وَأَحَقَّكُمْ بِهَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَصْدَقَ امْرَأَة مِنْ نِسَائِهِ وَلا أُصْدِقَتْ امرَأَة مِنْ بَنَاتِهِ أَكْثَرَ مِنْ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَإِنَّ الرجُلَ لَيُثَقِلُ صَدَقةَ امْرَأَتِهِ حَتَّى يَكُونَ
لَهَا عَدَاوَةٌ فِي نَفْسِهِ وَيَقُولُ قَدْ كَلِفْت إِلَيْكِ عَلَق الْقِرْبَةِ". صححه الألباني في صحيح ابن ماجه.
ومن الناحية الاجتماعية
نجد الجهل وقلة الوعي اصبح يشمل الزواج ايضاء بغلاء المهور والاسراف في مصاريف العرس والتباهي بالمظاهر وماهو السائد في المجتمع الحالي
وهذا الأمر خلق مشاكل لدى الشباب عدا المشاكل الاخرى التي يعاني منها كالعمل والتخطيط للمستقبل وأصبح هاجس يؤرق حياتهم ويعيق تقدمهم ونجاحهم وفتح لهم طريق الى الحرام و والخروج عن الشرع ولذلك هروبا من واقعهم وتمردا على تقالديهم وأحيانا تمرد حتى على دينهم .
لذا وجب علينا ان نقف وقفة جدية حاسمة لهذه الظاهرة المجتمعتية واقتلاعها من جذورها
و العمل لإجل القضاء على غلاء المهور والتخفيف من مصاريف العرس . وتشجيع الشباب على الزواج وبناء أسس حياتية بعيدا عن المادة والمظاهر والتركيز على الدين وواجباته.
