آخر تحديث :الأحد-16 يونيو 2024-12:54م

نقد التراث الإسلامي ليس حراماً.!!

الخميس - 23 مايو 2024 - الساعة 10:13 م

منصور بلعيدي
بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب


لاشك ان نقد التراث الاسلامي ليس حراماً لان التراث الاسلامي هو فهم العلماء للدين لا الدين ذاته وأفهام البشر يعتريها النقص مهما علا شأنهم.
ولا ياتي ذلك اعتباطاً او حباً للظهور فذلك لا يعدو كونه مسبة لصاحبة.
لكن النقد العلمي المعرفي المنطلق من حقيقة وجود اخطاء واضحة في كتب التراث يجب ان تصحح خدمة للدين والمسلمين فذلك عين الصواب ولا ينكره إلا جاهل مقلد اعمى او صاحب جهل مركب او متشدد لا يريد الاعتراف بالحقيقة .

وبين هؤلاء الاصناف الثلاثة ضاعت الحقيقة وبقيت الاخطاء ملازمة للتراث الاسلامي ويتعامل بها العامة باعتبارها من صميم الدين وذلك تضليل للناس بقصد اوبغيره.

اذن كيف ننقد التراث الاسلامي؟!

نقد التراث الاسلامي يجب ان يكون نقداً واعياً ومسئولاً يحرص صاحبه على توضيح الاخطاء والدعوة لتنقيح كتب التراث مما علق بها من شوائب ، ويجب ان يكون بادلة واضحة لا لبس فيها وان يحدد مكانها في الكتب ويدعو الى تصحيحها لا الى تشويه المراجع الاسلامية ( كتب وكاتبين) فهم علماء أجلاء بذلوا جهوداً جبارة لجمع الاحاديث وقربلتها وفق مقتضيات عصرهم ولكنهم في النهاية بشر يعتريهم مايعتري البشر من النقص والنسيان وعدم الكمال.. ولو كانوا احياء لرحبوا بمن ينقح كتبهم من الاخطاء حتى يخفف عليهم من وزرها.

والضرورة تقتضي ان يتم التصحيح والتنقيح في نفس الكتب التي وجدت فيها تلك الاخطاء..
اما حكاية الاعتماد على كتب الجرح والتعديل وترك الكتب التي بها الاخطاء فذلك مضيعة للوقت وسبباً لبقاء الاخطاء كما هي دون تصحيح..

فكيف لي كعامي ان اقرأ في احد كتب الجرح والتعديل تصحيحاً لحديث خاطئ في صحيح البخاري والحديث مازال قائما في الكتاب الاصل؟!
كما ان الذي لايطلع على كتب الجرح والتعديل التي تناولت الاخطاء سيظل يتعامل بتلك الاخطاء لانها موجودة في الاصل.!!

اما الرافضين لعملية التصحيح والذين يعتبرونها محاولة للنيل من السنة او لتشكيك الناس في دينهم ويصرون على بقاء الاخطاء اما لعدم اعترافهم بخطئها او خوفاً من ايجاد ثغرة ينفذ منها اعداء الاسلام لتشويهه.
فهؤلاء هم اكثر تشويهاً للسنة النبوية من اعداء الاسلام انفسهم بقصد او بغيره ، لانهم يصرون على بقاء الاخطاء البينة واعتبارها دين وذلك تدليس واضح على عامة المسلمين .

من الذي يحق له التصحيح والتنقيح.؟!

لاشك ان ذلك لا يتأتى إلا من قبل اهل الاختصاص وهم الاعلم والادرى بكيفية المعالجة وصوابية التصحيح.
اما الاخطاء ذاتها فلا ينبغي ان يسكت عليها من يكتشفها علا شانه ام
انخفض.. والسكوت عنها جريمة عقدية في حق الاسلام والمسلمين.

اما المكابرة وعدم الخوض في قضية التصحيح والتنقيح فانها تعد مساهمة واضحة في تضليل المسلمين وفتح الباب على مصراعيه لمن يريد تشويه الدين ليدخل من هذه الشبهات ويجد ضالته..
رحم الله العالم الجليل ابن حزم فقد كان سباقاً الى نقد، الاخطاء لكنه جوبه بصد كبير من قبل الرافضين كشف الغطاء عن الاخطاء ولو وصلت عنان السماء.