آخر تحديث :الجمعة-17 مايو 2024-10:51م

افتقدنا زمن نظافة اليد والجيب.!!

الثلاثاء - 30 أبريل 2024 - الساعة 02:56 م

منصور بلعيدي
بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب


في زمن ما قبل تحقيق الوحدة اليمنية كان الجنوبيون يعيشون في دولة يحكمها النظام والقانون الذي يخضع له الجميع من القمة حتى القاعدة.

ومع استمرار تطبيق القانون تحول الى ثقافة مجتمعية واصبح المجتمع ذاته لا يقبل مخالفة القوانين ومن يقع في مخالفة قانونية ينبذه المجتمع فيصبح نشازاً بين الناس ينظرون اليه باحتقار.

فكان المواطن يخشى من نظرة المجتمع اكثر مما يخشئ السلطة
وتلك هي الثقافة المجتمعية التي كانت سائدة في الجنوب يومذاك.

وليس ذلك فحسب بل ان المسؤولين في الدولة لا يمارسون الفساد المالي ابداً فترى الواحد منهم يمارس عمله نظيف اليد والجيب منذ اول يوم عمل الى اول يوم تقاعد..

ومن نافلة القول ان نذكر بالرئيس الأسبق سالم ربيع علي الذي استشهد بعد تسع سنوات حكم ولم يجدوا له فلساً واحداً في البنوك او في بيته سوى راتبه 4000 اربعة الف شلن.

ولانهم نظيفي اليد والجيب من القمة حتى القاعدة فقد كانت الأمور الاقتصادية ثابتة لا تتعرض للاهتزاز رغم شحة الموارد حينها.

اما اليوم فقد تحول المسؤلون الى لصوص وقطاع طرق وقتلة ومجرمين وناهبين لاموال الشعب عيني عينك والويل لمن ينتقد فسادهم.
وحتى السلوكيات العامة للمجتمع تغيرت 180 درجة تبعاً لتغير حال المسؤولين فاصبح المواطن يجاري المسؤولين فيما تحت يده او ما استطاع الوصول اليه باي طريقة على طريقة (الناس على دين ملوكها).

وتفشت الثارات بعد ان قضي عليها النظام الجنوبي (سابقاً) اما البلطجة والافتئات واللصوصية فحدث ولا حرج.

قد يقول مزائد انني امدح الحزب الاشتراكي..
واقول: وما الضير في اني لا ابخس الناس اشيائهم.؟!
رغم اني من اكثر الناس مقارعة للحزب قبل وبعد الوحدة ومن لا يعرف يسأل..
لكن ديننا يأمرنا بالانصاف حتى مع المخالفين قال تعالى:( ولا يجرمنكم شنئآن قوم على الا تعدلوا أعدلوا هو اقرب للتقوى).
وماقلته انما هو جزء من العدل والانصاف ابراءً للذمة.