آخر تحديث :الأربعاء-01 مايو 2024-02:05ص

هل سيخرج نتنياهو من المولد بلا حمبص ؟!

الإثنين - 15 أبريل 2024 - الساعة 08:55 م

عبدالفتاح الصناعي
بقلم: عبدالفتاح الصناعي
- ارشيف الكاتب


مصر وقطر في لحظة تأريخية..توشك المنطقة على السقوط في الفوضى والحرب..

الأحداث الكارثية والحروب والمشاكل والأزمات الدولية .. مصائب عامة وفيها أيضا منافع وفوائد معينة لاتخدم إلا الزعماء المستبدين والمتسلطين..
حتى أنهم أحيانا-إن لم يكن غالبا- مايسعون هم بأنفسهم لفتح هذه الثغرات بإيديهم وأيدي المؤمنين بهم..لحسابات سياسية تخدمهم شخصيا وتعيد لهم بعض الوهج وحرارة العلاقات على المستوى الوطني بالإصطفافات الشعبية والسياسية ..وعلى المستوى الدولي كذلك بإنعاش تحالفاتها المعقدة..

وهذا ماقاله المحللون عن الفوائد التي سيحصل عليها نتنياهو بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل..الثمار التي سيقطفها نتنياهو :تجاوز الأزمة الداخلية وانخفاض صوت المعارضة والنقد لها والتبرم منها..وكذلك إنعاش الأزمة بعلاقة نتنياهو مع أمريكا التي كانت تمر بشبه أزمة حقيقية..

وبالفعل حصلت حكومة نتنياهو المتطرفة على التفويض في الرد في لحظات الرعب الإسرائيلي الداخلي..ولكن هذا أمر مؤقت لن يستمر طويلا فسوف يزول بزوال وتغير الظروف..

كما سارعت الدول الغربية للإدانة وإعلان الوقوف مع إسرائيل بما في ذلك أمريكا..
فكان عودة العلاقات الأمريكية بنتنياهو بنوع من الحميمية -وهذا طبيعي- في مثل هكذا لحظات..لكنها أيضا كانت هذة متغيرة.. بأكثر حذر ودبلوماسية..تعبيرا عن الإلتزام بالدفاع عن إسرائيل لكن دون الوقوف معها في مهاجمة إيران..

ولاشك بأن هذا يمثل صدمة حقيقية وخيبة أمل كبيرة لنتنياهو لاسيما وأن مثل هكذا موقف أمريكي ..جاء التعبير عنه بتصاريحات سياسية على لسان الرئيس الأمريكي شخصيا وعلى لسان وزير خارجيته..وتتابعت هذه التصريحات كنوع من التأكيد على هذا الموقف الحاسم..
مع انه من المعروف والواضح بأن هذا لا يعبر عن تخلي أمريكي عن إسرائيل.. بقدر ماهو حفاظا عليها من جنون نتنياهو..وحفاظا على المنطقة من دخول حالة حروب وفوضى كبيرة.. يدفع العالم كله ثمنها ؛لأهمية المنطقة بالنسبة للعالم من الناحية الجيوسياسية والإقتصادية كذلك..

ومن الايجابيات مهما كانت الدوافع لها ..تأجيل نتنياهو العملية البرية في رفح والتي كانت محل خلاف معقد مع أمريكا..ومحل تخوف دولي كبير..
والأمل هو السير نحو مواصلة المفاوضات لإيقاف حرب غزة بأسرع وقت ممكن..

ومايجب علينا هو تقديم الشكر كل الشكر والتعبير عن كل الامتنان والفخر. للدور والجهود لمصر وقطر على مايقومان به من جهود لإنجاح المفاوضات..ومايتمتعان به من الحرافة والتوازنات الاستراتيجية الاقليمية والدولية الصعبة في هذه المرحلة المعقدة لمنع اندلاع الحرب والفوضى في المنطقة..فمثل هكذا دور عربي يبعث على الأمل وكل مشاعر الفخر..في أن تسعى الدول العربية لإحتوى الأزمات ومحاولة العمل على حلولها والتأثير الإيجابي ..بدلا على أن تأخذنا في دوامتها..

عبدالفتاح الصناعي