آخر تحديث :الأربعاء-01 مايو 2024-02:05ص

نتنياهو وأمريكا من أوباما حتى بايدن..التأييد والإختلاف

الثلاثاء - 09 أبريل 2024 - الساعة 01:57 ص

عبدالفتاح الصناعي
بقلم: عبدالفتاح الصناعي
- ارشيف الكاتب


بالرغم بأن بايدن كان نائبا لأوباما فهو يبدوا أقل خبرة نسبيا من أوباما..وقد كشفت تقارير إعلامية عن تواصل اوباما مع البيت الابيض وتقديم النصائح بشكل سري..إلى حد أن هنالك من يعتقد بأن أوباما هو الذي لازل يحكم..
مع إن خبرة بايدن العملية بالسك السياسي وأرقته تعد اكثر من اوباما بكثير..ورغم شيخوخة بايدن فهو بلاشك صاحب رأي ومواقف صلبة في أكثر القضايا حساسية ..وذلك حسب ما ذكر أوباما في مذكراته باختلاف وجهات نظرهما حول بعض القضايا الأكثر دقة وحساسية..

أوباما كان يعرف نتنياهو جيدا فكان يتعامل معه  بطريقة أكثر ذكاء..كأنه يتعامل مع مجنون أو شخص يعاني من عدة عقد وأمراض مختلفة..
 وبالتالي فالتعامل معه لابد وأن يكون بالطرق الأكثر ذكاء وحكمة ومحاولة الترويض بأساليب مناسبة ومختلفة حسب كل موقف..مايقضيه من اللين أو القوة.

ذات مرة في زيارة نتنياهو لأمريكا في بداية عهد أوباما وأثناء نقاش بين الاثنين..يبدوا انه وصل إلى طريق مسدود ..قال أوباما لنتنياهو "انا أراهن على قوتك وحكمتك" وهو أسلوب ناعم يعد مشجعا وموبخا بنفس الوقت.. يقال لشخص التعامل معه صعب ..
كان رد نتنياهو معبرا عن شخصيته الحقيقية بغروره وهمجيته فقال لأوباما"بإمكانك أن تراهن على قوتي أما حكمتي فلا"

ورغم فشل أوباما الذريع في حل الدولتين..الذي طالما بشر به من قبل كتبه السياسية قبل وصوله البيت الأبيض .. وتبناه بقوه وعملت عليه إدارته ..ولكنه -للإنصاف- قدم محاولات لابأس بها..
زار اسرائيل وخطب من داخلها مواجها كلامه للآباء والأمهات الإسرائيليين أن يشعروا بمعاناة أطفال فلسطين كيف يعيشوا بين الخوف كل يوم وهم ذاهبون للمدرسة وعائدين ..ويروا جيشا يحتل أرضهم ويسطير عليها..
كما رفض أوباما بكل وضوح وصرامة دعم المستوطنات  قال انها غير شرعية..

مرحلة ترامب كانت المرحلة الذهبية لنتنياهو ..فقد ترك ترامب لنتنياهو الحبل على الغارب حتى الجعل من القدس العاصمة لإسرائيل ونقل السفارة..
وبالمناسبة فإن على العرب الذين يتماهوا مع ترامب وسياسته لأسباب معينة أن يدركوا بأن هذه النقطة هي أكثر وأدق خطورة  وحساسية لنبذ سياسة ترامب مهما كانوا مستفيدين من جوانب معينة..مع ان هذه الجوانب التي تعجبهم ليست في حقيقتها إلا كمائن مؤقته ومخاطر قادمة بلاشك مهما تأخر إنفجارها..

نعود إلى بايدن ونتنياهو..أعتبر الأول الثاني صديقا حميما جدا على المستوى  الشخصي..وراهن بقوة على هذه العلاقة وتفاخر بها كثيرا..كماتفاخر أكثر من مرة على أنه صهيوني غير يهودي..وتغزل بإسرائيل بطريقة مراهق..وبما لا يجب أن يقوله رئيسا يحكم أمريكا..يجيب أن يكون أكثر اتزانا وتوازنا وإدراك للتعقيدات القادمة..
على عكس أوباما الذي كان يكتفي بالإشارة إلى الروابط الثقافية والتقليدية بين أمريكا وإسرائيل والتزام امريكا بحماية اسرائيل ..وبأن الإسرائيليين عاشوا معناة تأريخية وكذلك يعيش اليوم الفلسطينين المعاناة..وبأن الحل هو حل الدولتين والعيش بسلام بين الاثنين..وظل يؤكد انه هذا ماسوف يقوله للطرفين علنا وسرا بالغرف المغلقة..ولن يتناقض بالأمر..
ورغم فشل أوباما عمليا في تحقيق رؤيته النظرية الواضحة ومحاولاته ..فقد وجد في مذكراته مايقوله عن محاولاته ومن عرقلها وفتح النار على اللوبي الصهيوني وعلى عباس كذلك..

ولكن بايدن سرعان ما أنصدم بصديقه الحميم والمدلل ..فقد استنفذ نتنياهو كل عطف وحنان بايدن عليه وكل دعمه اللامحدود حتى تمرد ..كما يقول المتنبي "إن أكرمت الكريم ملكته وإنك أكرمكت اللئيم تمردا"

الآن يحاول بايدن التفريق بين نتنياهو وبين إسرائيل.بعد أن وصلت العلاقة الشخصية إلى نهايتها وظهر الخلاف للعلن بكل وضوح..

ويتوجه اليوم بايدن للمعارضة الإسرائيلية..فكان اللقاء بزعيم المعارضة.. ومايدري بايدن لعله سينصدم بالأخير بكل ماراهن عليه من نتنياهو وحتى إسرائيل نفسها باختلاف زعمائمها وبالصهيونية واحقادها وأطماعها..ويتحرر من هذه الاوهام بنفس الطريقة التي سبقه آخرين ..وغدا لناظره قريب..

عبدالفتاح الصناعي