آخر تحديث :الأحد-19 مايو 2024-12:05ص

عندما يَضرِب المعلّم!

الجمعة - 05 أبريل 2024 - الساعة 09:53 م

صدام الحريبي
بقلم: صدام الحريبي
- ارشيف الكاتب


أخيرا أثلجتْ الحكومة الشرعية صدرونا بعد أن أصدرت قرار يرد لها هيبتها ويُشعرنا بأنها بالفعل حكومتنا التي نعرفها، خيث أصدرت الحكومة تعميما بنقل كل المراكز الرئيسية للبنوك إلى العاصمة "المؤقتة" عدن، وحذّرت البنوك من عدم تنفيذ القرار.

هذا القرار الوطني جعل الحوثي يُصاب بجنون البقر، وجعله يدرك تمام الإدراك بأنه مجرّد مليشيا إرهابية خائنة تابعة لدولة أجنبية وأنه كان يعيش حلم أنه دولة عندما كانت الحكومة الشرعية نائمة.

تخيّلوا أن قرارا بسيطا من الحكومة أسقط الحوثي أرضا، فما بالكم إن اتّخذت الحكومة كافة صلاحياتها السياسية والاقتصادية والعسكرية وغيرها ضد هذه الجماعة المارقة.

هذا القرار هو بمثابة إنقاذ للبنوك التي نهبتها وابتزتها الجماعة الحوثية خلال التسع سنوات الماضية، وقد تأخّر كثيرا، وهو كذلك إنقاذ للشعب الذي يتحكّم الحوثي بالحوالات والأموال التي تصله من الأهالي في مناطق الشرعية والمغتربين، كما أنه عبارة عن صفعة مدوّية في وجه جماعة الحوثي وتربية لها، مع أنها لن تتربى إلا من خلال الحسم النهائي.

لم يَشعر الحوثي أنه عبارة مليشيا من قبل كما شعر اليوم بعد قرار البنك المركزي، خصوصا بعد أن عاش نشوة كذبة نصرة أحبابنا في غز.ة، فقد أحاله القرار إلى "تلقيط الأكياس" بعد أن كان يزبد ويرعد ويتحدّث باسم الدولة التي أربكت حساباته بقرار بسيط وجعلته يعرف قدره المليشاوي الانقلابي، بعد أن غمرته فرحة تطبيل المرتزقة الذين كانوا يكذبون عليه بأنه يمثل اليمن، اليمن الذي لا يقبل دعاة العنصرية والسلالة والقتل والذبح ومصاصي الدماء، بل ليس هناك أي علاقة قديمة تربط السلالة الحوثي باليمن سواء سفك دماء اليمنيين ونهب حقوقهم وإشعال الفتن بينهم.

لن يستطيع الحوثي عمل أي شيء تجاه هذا القرار، لأن الدولة التي يعترف بها العالم هي من أصدرته، أما هو فلا يعترف به أحد، حتى إيران التي تتّخذ منه وطاف رخيص لا تستطيع أن تعترف به.

الشرعية مارستْ إجراءات اقتصادية ضد الانقلابيين الحوثيين خصوصا مع أن هناك هدنة، لكن ولأن الحوثي عبارة عن مليشيات ومتعجرف فإنه لا يعرف إلا بالقوة والسلاح، فهو لا يعي معنى إجراءات اقتصادية أو سياسية، فقط يعرف الدماء والسلاح والقتل والدمار والتخريب والتفجير، وبالتالي فإن قادته يصرّحون بأنهم سيستهدفون البنك في العاصمة "المؤقتة" عدن، ليس ذلك فحسب، بل إنهم أقدموا أمس الأول على الهجوم على مواقع للجيش في منطقتي كرش والشريجة بين تعز ولحج وكان القصد هو الرد على قرار البنك المركزي والانتقام.

على الحكومة أن تصدر المزيد من القرارات لإيقاف إجرام وإرهاب هذه الجماعة، بل إن الشعب ينتظر القرار الأهم والذي سينقذ حياة ملايين اليمنيين وسيرد لهم حقوقهم وهو التخلّص نهائيا من هذه الجماعة وطردها من العاصمة صنعاء بل ومن كل اليمن والقضاء عليها وعلى إرهابها وإرهاب كل أعداء اليمن إلى الأبد، وما ذلك على الله بعزيز.