آخر تحديث :الأحد-05 مايو 2024-11:00م

رحيل المحامي علي عبدالله السيد .. رحيلٌ مبكر و خسارة كبيرة لا تعوض

الإثنين - 18 مارس 2024 - الساعة 10:59 م

قائد زيد ثابت
بقلم: قائد زيد ثابت
- ارشيف الكاتب


بدايةٌ فإننا عندما نحيي ذكرى أربعينية المحامي الراحل علي عبدالله السيد (رحمه الله) فنحن ندرك تماما أنَ فقيدنا بقدر ما كان مستشارا قانونيا فإنه كان معلما بل و مناضلا وعضوا في القيادة المحلية للمجلس الانتقالي يافع رصد....وبرحيله خسرنا علما من أعلام القانون وهي خسارة لا تعوض بحق مديريات يافع لأنه شخصية مهنية صادقة مجد في أداء واجبه متفرد بعطائه وبأسلوبه في الإقناع ، وتجده دائما يشع أملا وابتسامة ووجه بشوش وثقة بالنفس ..

و عندما نتحدث عن الراحل فإننا نتحدث عن نموذج نضالي تفتقده مديريات يافع القارة (رصد - سباح- سرار) فقد كان علي عبدالله السيد نموذجا رائعا يحتذى بهِ ، وما أحوجنا اليوم لمثل المحامي علي عبدالله السيد الذي سيبقى على الدوام ذكرى خالدة.. وهو اكبر من أي نعي..

عرف عن الفقيد علي السيد ، نزاهته وتواضعه الجمّ ، وعُرف طوال حياته مدافعا وناصراً للفقراء والمظلومين، كما عُرف بمرافعاته كمحام مقتدر و بدفاعه المستميت رفيق الحق.

كان رحمه الله يرى أن المحاماة رسالة نبيلة وكلمة حق وليست حرفة للإرتزاق بل أمانة ثقيلة يترجمها عمل المحامي المستقل وعدم تبعيته لأحد.. عرفناه شجاعا وصريحا مع موكليه فيقول لصاحب الحق انت محق وللمظلوم انت مظلوم.. كما يوضح للظالم ظلمه دفاعا عن الحق ونصرة المظلومين...

وقد تميز في جميع مذكراته ومرافعاته وسائر أعماله بالإخلاص والجد والإجتهاد بلا مجاملة ولا مدارة لأهل الباطل ولا يخاف في الله لومة لائم مهما كانت الظروف...
علي عبدالله السيد نموذج للمحامي وللإنسان المتمسك بالحق والعدل ...وكان رحمه الله يتحرك بدافع إنساني لاحقاق الحق ورفض الظلم ، وتميز خلال فترة عمله بالكلمة الطيبة والأخلاق الفاضلة..
وفي مساره الدراسي جمع بين الدراسة والعمل في نفس الوقت وكان من الطلاب المتفوقين..
ويُعد السيد شخصية اجتماعية بارزة ومن كبار الواجاهات في يافع كلد وله إسهامات ومناقب فاعلة في أعمال الخير وخدمة المجتمع بحل القضايا العالقة بين المواطنين وفي إصلاح ذات البين، حيث كانت محكمة رصد تستعين بخبراته العريقة في بعض القضايا.
وقد عُرف بالكرم والحنكة والشجاعة و التحلى بالأخلاق الرفيعة والصفات الحميدة ، كما كان (رحمه الله) يحظى بحب واحترام الصغير والكبير.

فلك كل الحب و الوفاء يا أعز الرجال ، ويا نعم المخلصين، وأنا لن انسى تلك الكلمات التي قالتها ونطقت بها لسانك في محكمة رصد لحضرة القاضي صالح راجح والتي تخرج من قلبك الناصع والطاهر .. سأظل أتذكرك شهادتك ما حييت، وسأدعو إلى الله العلي القدير أن يتغمدك بواسع رحمته وأن يسكنك فسيح جناته مع الصديقين والشهداء الابرار..
فنم قرير العين مرتاح البال في جنات الخلد يا أبا محمد فيافع برجالها وقياداتها تبكيك فأنت محاميها بكل جدارة واستحقاق بدليل الحضور المهيب في مراسم التشيع لجثمانك الطاهر ... ويومها نعتك نقابة المحامين.. والسلطات المحلية والمجالس الانتقالية واللجان المجتمعية والأجهزة الأمنية والمشايخ والوجهاء والشخصيات الاجتماعية والصغير والكبير فرحيلك خسارة كبيرة يصعب تعويضها ..