آخر تحديث :الأحد-05 مايو 2024-02:25ص

إلى من يهمه الأمر

الجمعة - 08 مارس 2024 - الساعة 02:26 م

الشيخ أحمد المريسي
بقلم: الشيخ أحمد المريسي
- ارشيف الكاتب





رسالة إلى من يهمه الأمر كتبتها كلمة كلمة وحرف حرف على لسان قائلها الرجل المغبون لعل وعسى ان تصل إلى اسماع الجهات المعنية ،
والذي جاءني الليلة بعد صلاة العشاء وهو صديق وزميل كنت مسؤول عنه في يوم من الأيام عندما كنت مديراً عاماً لإحدى المؤسسات الحكومية التي كانت مهملة والرجل طيب وعملي ومجتهد وفاهم شغله ويحب عمله وأبن بلد من ابناء عدن وهو من الموظفين الأساسين في تلك المؤسسة وقد تدرج في وظيفته إلى ان وصل إلى منصب ودرجة مدير إدارة في المؤسسة طبعاً وصلها بمجهوده وبكفاءته وبخبرته دونما اي وساطة او محسبوبية من اي احد مثلما من جاءوا اليوم يستحوذون على كل شيئاً في عدن معتمدون على القرابة والمحسوبية والوساطة

وهو من انباء المؤسسة وخدمته تقريباً تجاوزت الثلاثة والعشرون عام جاءني وهو حزين ومتضايق ويشكوا لي همه ويستأنس برأيي وهو يقول انا اثق بك كثير وحديثنا في المؤسسة عنك لم ينقطع وكلما جاءت سيرتك تذكرنا إهتمام وحرصك على المؤسسة وموظفيها وموقفك وما قدمته من انجازات ونجاح ونشاط وعمل جعلت من المؤسسة التي كانت مهجورة ومغمورة وآيلة للسقوط مؤسسة ناجحة وحولتها بقدراتك وبخبرتك وكفاءتك وعلاقاتك بالجهات المسؤولة انذاك برئاسة مجلس الوزراء ووزارة المالية وغيرها من الجهات ذات العلاقة إلى مؤسسة ناجحة بكل المقايس ووفرت الرواتب التي كانت منعدمة ومقطوعة لأشهر وخاصة بعد الحرب وانتزعت قرارات من مجلس الوزراء بالميزانية التشغيلية والأثاث والرواتب وحظيت بموافقة وتوجيهات اخرى من رئيس مجلس الوزراء بعدم التصرف بأرضية المؤسسة التي ثم صرفها وتوزيعها لأحد القضاه في عهد النظام السابق والتي احتسبوها من ضمن اراضي المنطقة الحرة التي ثم التصرف بها انذاك وهي تعتبر المحجر الأساسي والتكميلي للأبقار في حوش المؤسسة وقد كنت الموفق في كل اعمالك في إدارة المؤسسة وكنت بالنسبة لنا الرجل المثالي والشخصية القوية والملهمة في تحقيق كل اهداف المؤسسة والنهوض بها إلى حيث يلقي بها وقد شجعتنا كثيراً بعدما كنا محبطين وأعدت لنا الامل من جديد وكنت طموح في تحسين وضع المؤسسة وإعادة بنائها وتأهيلها بالتنسيق مع وزارة الأشغال العامة وعملت دراسة جدوى وتصورات ومشروع متكامل لتطوير المؤسسة وتوسيع نشاطها وكنت حريص كل الحرص على حقوق الموظفين والعاملين فيها فقد جئتنا كمنقذ بعد ان كنا لم نتمكن من تحصيل الإيرادات والرسوم الخاصة بالمؤسسة ولم نستطيع مواجهة المجاميع المسلحة التي كانت موجودة ومسيطرة على تحصيل الإيرادات في عموم المديريات بعد الحرب ولم نتمكن حتى من دفع الرواتب التي كنا ندفعها اصلاً من ايرادات المؤسسة لاننا مؤسسة مستقلة إدارياً ومالياً والتي كانت تنهب جهاراً نهاراً في تلك الأيام مابعد الحرب٠

اقول لك كلامي هذا والله ليس مجاملة او نفاق لأنك لم تعد مسؤولاً عن المؤسسة حتى انافقك او اجاملك من أجل مصلحة ولكنها الحقيقة التي يعلمها القاصي والداني وحتى من هم مختلفين معك ولذا انا جئتك اليوم اريد ان اخذ رايك في موضوعي هذا وهو اني ظلمت ظلم كثيراً في استحقاقاتي ودرجتي الوظيفية كأحد ابناء المؤسسة المستحق وفقاً للقانون وللوائح منصب ودرجة نائباً للمدير العام وهذا أقل تقدير ممكن احصل عليه في عملي لكن الذي حصل جاؤوا بشخص آخر غير مؤهل و غير موظف وكان عندنا يعمل عامل بالأجر اليومي واصدروا له بالوساطات والمحسوبية لكونه يقرب لشخصية سياسية وقائد كبير في الإنتقالي قرار تكليف نائباً للمدير العام وهذا عمل مخالف ولا يرضي الله ولا رسوله ، يعني نحن ابناء عدن كتب علينا ان نضل مقهورين مضطهدين محرومين من ابسط حقوقنا لازم يكون معنا ظهر يحمينا ويقف إلى جانبنا فقاطعته وقلت له نحن معنا الله وكفى وهو من يدبر الأمر ، قال لي ان هناك اشخاص وعدوه بأن لهم علاقة بمسؤولين وسوف يساعدوه ، قلت له إذا تثق بهم توكل على الله وخذ بالأسباب ، قالي لي بس انا خايف من المدير وشلته انهم يؤذونا هولاء ناس مايخافوا الله ولا يتقوه ، قلت له لا تخاف ولا تتردد وكل الله وثق به وهو المدبر وهذا الحال لن يستمر ولن يدوم وقريباً إن شاءالله بتتغير كثير من الأمور وستعود عدن مثلما كانت تحكمها القوانين والأنظمة وسوف يذهب هؤلاء إلى الجحيم وإن غداً لناظره قريب٠

#المريسي٠