آخر تحديث :الإثنين-20 مايو 2024-02:24م

مفترق الطرق

الأحد - 25 فبراير 2024 - الساعة 09:13 م

محمد ناصر العاقل
بقلم: محمد ناصر العاقل
- ارشيف الكاتب




كلما ارتكب الغرب جريمة في بلد إسلامي ثار المسلمون وتحركت مشاعرهم وتعاطفوا مع إخوانهم في البلد المعتدى عليه وتمنوا لو أنهم يستطيعون الوصول لمعونة ونجدة إخوانهم من وراء الحدود التي صنعها الغرب نفسه وصنع حراسها وانتظر الغرب الخطوة التالية : وهي أن يخمد الحماس وتهدأ المشاعر وتنسى الشعوب المسلمة مآسي إخوانهم أيضا في غمرة الحياة التي صنعها الغرب نفسه في كل بلد مسلم
إن الغرب يراهن على ضعف ذاكرتنا وقلة وعينا وضعف عزمنا فبعد ما غزت أمريكا العراق وأفغانستان وعاثت فيهما فسادا قال بعض قادتها إنهم أخطأوا وأنها كانت غلطة يجب محاسبة المسؤولين عليها وهم في الحقيقة لم يخطئوا وإنما فشلوا ولا يلومون أنفسهم على ما ارتكبوه في حق المسلمين وإنما على ما ارتكبوه في حق أنفسهم ولو كانوا أخطأوا - حسب زعمهم - لما عادوا ودمروا اليمن وسوريا وليبيا والسودان ... ولا يزالون يقيمون احتفالات على دماء وأشلاء أهل غزة بتدمير وملاحقة كل سبب للحياة في غزة وآخر فصول الإجرام -إن كان آخرا - الجوع الذي أرادوا أن يقتل أكبر عدد ممكن من الناس بعد أن فشلت آلة حربهم المتطورة في تحقيق نصر يتشرفون به لم يروا عيبا أن يشتروا نصرا رخيصا بدماء الأطفال والنساء وموت من يقتلهم الجوع والظمأ والأمراض ، يمسحون به عار الهزيمة التي سود بها أبطال غزة جبين المحتل وأعوانه وألحقوا به العار الأبدي
لكننا نحن المسلمين رغم ما نراه من الإجرام الممنهج في غزة تبهرنا تصريحات الأمريكان بأن بهم شفقة على الأطفال وأنهم لا زالت تعنيهم حقوق الإنسان وإقامة دولة فلسطينية
إن معركة غزة هي نهاية قصتنا مع الغرب وإنما تُعرَفُ حقيقة كل قصة باكتمالها وإن الغرب لم يكتفِ بخداعه القديم لنا منذ عهده الإستعماري القديم إلى يومنا هذا بل هو يصر على أن تكون معركتنا معه فاصلة لا تقبل أنصاف الحلول وانظروا لتعرفوا إلى الإجرام المستمر في غزة وإلى الفيتو الأمريكي وإلى إصرار إمريكا على المحاربة نيابة عن إسرائيل في البحر الإحمر رفضا للقبول بوقف إطلاق النار وفك الحصار عن غزة ذلك لأنها ترى فيهم الإسلام الحقيقي الذي يشكل خطراً وجوديا على بقاء حضارتها الملحدة التي لا تستطيع التعايش مع حضارة الإسلام المؤمنة ، فهذا هو مفترق الطرق الذي تصنعه طبيعة الصراع ما بين الحق والباطل والإيمان والكفر ،إن الكفار لا يبحثون عن مبرر لقتلنا وقتالنا مع وجود الدين فالإسلام هو أكبر مبرر لقتالنا ( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا )

محمد ناصر العاقل