آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-05:58م

عقبة ثرة.. واتفاقياتها العِثرة

الثلاثاء - 20 فبراير 2024 - الساعة 03:31 م

خالد شرفان
بقلم: خالد شرفان
- ارشيف الكاتب


مع نهاية 2023 استبشر سكان اليمن عامة وسكان مديرية لودر وخاصة ما جاء على لسان المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ وتناقلته الوسائل الإعلامية بأن هناك انفراجة وشيكة تلوح في الأفق وتوافق بين أطراف النزاع في اليمن يفضي وينص إلى فتح المعابر الحدودية والطرقات دون استثناء، إلا أن تلوكأ الطرف الآخر "الحوثي" وامتناعه على التوقيع وتأجيل الامضاء إلى بداية العام 2024م، جعل الجميع ينتظرون الحدث الهام بفارق الصبر، ويعدون له الأيام والساعات على أمل أن تنقشع أزمة الطرقات، وما أن دخل الجميع العام المعلن والموعود حتى صُدم المواطنون بأن الحوثي قام بتصعيد ملف آخر وملف أكثر غتامة وأكثر غموض "ملف البحر الأحمر"!! مع الإعلان الضمني لبداية مرحلة صراع جديدة مع أقطاب جُدد ليست السعودية والإمارات بل "أميركا وبريطانيا" بحجة رفع الحصار على غزة متناسيًا حصاره الجائر والمُطْبق على عدة محافظات يمنية وإغلاقه فيها للطرقات والجسور وأهماها طريق عقبة ثرة الرابط بين محافظة البيضاء بمديرية لودر.

من المعروف ان موقع مديرية لودر مكّنها لأن تصبح حلقة وصل مابين الجنوب والشمال، وجعلها تقوم على بناء علاقات اجتماعية وثيقةٍ وحميمة، وتداخل قبلي مع مديرية مكيراس الواقعة بالضفة الأخرى المقابلة، فلايمكن فصلهما جغرافيًا فينهما تربط وعلاقات عامة وخاصة ونسب وترابط قبلي وإرث حضاري ضارب ووثيق في أعماق التاريخ يصعب فصله بمترس أو خندق، حتى جاءت الأحداث الأخيرة قبل أقل من عقد من الزمن جعل الحوثي يعجل في قطع المعبر الجبلي "عقبة ثرة" عنوة وتقسيم المنطقة إلى قسمين.

حصار مطبق تعانيه عدة مديريات جنوبية وأكثرها تأثرًا مديرية لودر كما ذكرنا فمنذُ تسعة أعوام والمنفذ الوحيد وشريانها الرابط قد قطع منافع مشتركة بين المنطقتين مما أضطر سكان المنطقتين إلى سلك بعض الطرق الفرعية الجبلية الوعرة المحفوفة والمليئة بالمخاطر المزروعة بالإلغام والأشواك معًا، مما ضاعف معاناة ضفتي سكان أعلى جبل ثرة بسكان أسفله منطقة الكور "لودر".

لقد ازدادت وتضاعفت اسعار كل المنتجات المرغوبة استيرادها واستجلابها من تلك المناطق العليا "الشمالية" التي كانت تمر عبر هذا الطريق وتحديدًا الخضار والفواكه الطازجة والكثير من السلع الأخرى، بالإضافة تشتيت شمل الكثير من الأسر التي تقطن المنطقتين (ظاهر وكور)، مع تباعد المسافات وتفرق الجماعات وزيادة الأزمات.

أن طريق عقبة ثرة طريق رئيس ومحوري هام للغاية ولا غنى للناس عنه وليس لهم بديل آخر ليحل محله لذلك فالجميع يطالب بسرعة فتحه ورفع القيود والعراقيل عنه بأسرع وقت ممكن للتقليل من المعاناة وتقليل تجشم الناس متاعب ووعثاء بُعد الطرق البديلة التي من شأنها أن تزيد في تباعد الأسفار، كما دعوا وناشدوا كل المنظمات الدولية والحقوقية ومنظمات المجتمع المدني والضمير الإنساني الحي وكل الوجهاء والمشائخ وكل من له رأي حر ونافذ للضغط على الجماعة للإسراع في تنفيذ خارطة الطريق المعلنة نهاية العام المنصرم والتي تنص على الالتزام بفتح كل المعابر والطرقات الحدودية وأهمها عقبة ثرة وبقية الطرقات بالمحافظات الأخرى لتسهيل حركة المرور وتنقل المواطن بين كل المحافظات اليمنية دون عوائق قد تحد من سفره أو تمنعه من وجهته، لقد بات رفع القيود المفروضة على طريق عقبة ثرة شيء مُلح ولا مجال أو وقت للمماطلة والتسويف.