آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-10:11م

التكافل الاجتماعي وصدق النوايا بشهر رمضان المبارك

الأحد - 11 فبراير 2024 - الساعة 12:46 م

خالد شرفان
بقلم: خالد شرفان
- ارشيف الكاتب


في حاضرنا المعاش يعيش الكثيرون منا ضغوطات الحياة وتحدياتها المعقدة والمتعددة فيجد البعض صعوبة في الإبتعاد عن السلبية والشكوى والحفاظ على النية الطيبة وصفاء القلب ونقاوته.

لكن في الحقيقة أن النية الطيبة هي قوة حقيقية جبارة يمكن أن تحقق المعجزات الجسام وتجلب المفاجآت الجميلة في واقعنا وحياتنا،
فعندما تكون نياتنا صادقة محتسبة رضاء خالقها فإننا نبعث ونشع بالطاقة الإيجابية إلى ممن حولنا، فنياتنا الطيبة تعكس حقيقة أننا نرغب في إسعاد الآخرين ونسعى لمساعدتهم ودعمهم وتحديدًا بشهر الخير "رمضان"، وعندما يشعر الآخرون بالحب والرعاية ممن هم حولهم فإنهم يتجاوبون معها بإيجابية ويعبرون عنها بالامتنان والتقدير، وهنا تبدأ المفاجآت الجميلة في الظهور.

قد يكون العالم مليئاً بالنزاعات والصراعات لكن عندما يكون لدينا نية طيبة فإننا نستطيع تغيير هذا العالم الموحش بشكل إيجابي وندخل إليه السعادة ويمكننا أن نكون نقطة ضوء تضيئ عتمة وظلام هذا العالم، وأن نلهم الآخرين بالخير والأمل فالأفعال حتى وانت صغيرة شرط أن تكون نابعة من نياتنا الطيبة فقد يكون لها تأثير كبير على حياة الآخرين.
فعندما نحافظ على نياتنا الطيبة، فإننا نعمل بصدق وإخلاص ونسعى لتحقيق الخير في كل ما نقوم به، يحكى أن أحد المتبرعين أراد توزيع مساعدات إنسانية وحال توافد للناس للموقع المحدد، وهم بتوزيع المساعدات وأرد توثيق ذلك بالفيديو! ولكن لسوء الحظ لم تعمل الكيمرا وكان هناك عطب أعاق تشغيلها فما كان منه إلا حجب المساعدات حتى موعد آخر وعاد الناس فارغين الوفاض!!

الإنسان يعمل على الفطرة بلا أنانية ويسعى لحب من هم حوله حتى وإن لسقى كلبًا وأطعم هرًّا فما بالك بالإنسان وتحديدًا بشهر الصدقات!، لذا يحب المساعدة والعطاء بدون انتظار مقابل وهذا بحد ذاته يجلب له السعادة الحقيقية والرضا الداخلي للمعطي والمتلقي.

في النهاية يجب أن نتذكر أن النيات الطيبة لا تجر معها فقط المفاجآت الجميلة، بل أيضًا تجلب لنا سلام العقل والروح وسلامة الفطرة، فعندما نعيش بنيات طيبة فإننا نعيش حياة مليئة بالمعنى والغاية، ونصبح قادرين على تحقيق النجاح والتفوق في كل ما نقوم به، ونشعر بالسعادة والرضا الدائم لنا ولغيرنا، فقد علمنا معلم البشرية محمد صلى الله عليه وسلم على ذلك ودعانا له وإليه.

لنكن كما نحن بطهارة قلوبنا وصفاء نياتنا للعمل على تحقيق الخير في كل ما نقوم به غير ناظرين للمديح والثناء، فالنية الطيبة هي قوة حقيقية خارقة يمكن أن تغير ملامح وجه العالم البائس وتحقق المعجزات، ولنتذكر دائمًا أنه على نياتنا نرزق، فلنحافظ على نياتنا الطيبة ومساعدة الآخرين ومد يد العون لهم ولنعيش حياة مليئة بالسعادة والنجاح ولنتق النار ولو بشق تمرة.