آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-12:10ص

بأي جدار نحتمي إذن؟!

الإثنين - 29 يناير 2024 - الساعة 12:29 م

عبدالجبار ثابت الشهابي
بقلم: عبدالجبار ثابت الشهابي
- ارشيف الكاتب




عبدالجبار ثابت الشهابي 

يقال والعهدة على الراوي: إن رواتب العمال، والموظفين في القطاع الحكومي، والمختلط؛ لشهر يناير الحالي 2024م ستأتي إلينا يابسة، جرداء قاحلة، شاكية، باكية مما تعرضت له من القسمة، والضرب المبرح؛ لإجبارها على الإنبطاح، والرضا بالمباح، وادعاء أنها ماكان الموظفون يرجونه، ولو من الفتات؛ التي (لاتسمن ولاتغني من جوع).
المهم الٱن، أن المصادر ذكرت أن هذه الرواتب المسكينة، المصابة بالهزال، والأنيميا، وكل الأمراض الناتجة عن ضعف التغذية، وبعد الضرب المبرح، والقسمة بكل سكاكين العالم المتوحش؛ قد استعصت على الاعتراف بكل ماكان يراد من طواهيش الذبح، وتضييع الحقوق، ولاسيما مع ذلك التهاوي الذي أصاب العملة المحلية، منذ بداية هذا العام، مقابل الدولار، والريال السعودي، في أسواق المحافظات المحررة. 
لقد استعصت المسكينة، وهي تكاد تلفظ أتفاسها الأخيرة، بعد أن سلبوها كل مايمكن سلبه، وتركوها لنا مسمى لامعنى له، ولامضمون، واسم دون مدلول، لكنها توافقت معهم على أن تصل إلينا كما هي، بصمت، ليتم دفنها سرا، بعد أن واصل جلادو معيشة الناس المماطلة المستمرة منذ 2014م، من أجل الوصول إلى مزيد من جلد معيشة أسر هؤلاء العاملين، المساكين، وحرمانهم من أي مستحقات، شمالا وجنوبا، بعد حجب دفع هذه المستحقات المقصقصة بأثر رجعي، والمماطلة المتواصلة في دفع التسويات. 
وبالتالي سنستلم تلك الملاليم البائسة، بعد أن عصر جلادو الخدمة المدنية، والمالية الفلفل الأحمر، والأسود، والليمون في أعيننا..  ستصلنا كما هي، وكحالها دون اية علاوة، ولا حتى (حقاوة) ولا سروال (أندرويل)!! لحفظ ما أصابها من الإسهال الدائم!!
لكن الأهم الٱن أن تمة لعبة يتم في الخفاء تداولها بين خبراء إضاعة، وتضييع الحقوق، من الخدمة والمالية، ويعلم الله وحده ماذا بعد هذا التصبين المتواصل، واللت والعجن، والفحس والدحس، منذ سنوات، عندما وافق المختصون  على دفع العلاوات والتسويات، المدخرة لسلة الضياع، ذلك أن البعض يقولون أننا سنظل هكذا، إلى ماشاء الله، وربما ستتتهي أجيال قبل أن يصل الحمار للجزرة، إن وصل، فيما يقول ٱخرون إن المسألة كلها لعب في لعب، وأن لا أمل في الوصول إلى شيء، وأن لاعلاوات سنوية ترجى ولا تسويات تنتظر، وآننا ستظل كالجمل، ندور في معصرة السمسم. 
ويتساءل بعض الخبثاء، من أهل الظنون والوسوسات للتوضيح قائلين: ترى أين ذهبت رواتب كثير من الموظفين في كثير من الجهات، وهي من البند الأول كما هو معروف، ومنها التربية والتعليم، والجنود، ورجال الأمن، فضلا عن العلاوات والتسويات؟! ذلك أن هذا مؤشر خطير، قد يقود إلى مزيد من التضييع، وخصوصا أننا قد أصبحنا نواجه جيشا عرمرما من وحوش النهب، لاتقف عند تضييع علاوات العمال وتسوياتهم؛ بل تتجاوز ذلك إلى تضييع الرواتب
  غير القابلة البتة للتضييع!! وإلا فكيف أصبح ٱلاف الجنود والموظفين دون رواتب (بعضهم لشهور كثيرة) مع أن رواتبهم داخلة في موازتة حكومية، سنوية، مؤسسية، لا في جيب فلان، ولا في حقيبة فلتان.. 
وبالتالي؛ فقد أصبح السؤال الأساس في حياتنا: إلى أين تتجه الخطى؟ واي ضمانة ترجى ونحن لانجد الجدار الذي نحمي به ظهورنا المكشوفة؟! 
هذا الكلام نوجهه لعناية الحكومة الموقرة.. نحن، ومعيشتنا، وحياتنامع أطفالنا في خطر.. فهل من مجيب؟! وهل من عقل يفكر؟!