آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-05:56م

المعلم.. واجوره المفقودة

الثلاثاء - 23 يناير 2024 - الساعة 03:05 م

خالد شرفان
بقلم: خالد شرفان
- ارشيف الكاتب


جاء في إحدى القصص أن كريستوفر كولمبس هدد الهنود الحُمُر بأنهُ سيسرق منهم القمر إذا لم يمنحوه الطعام والتموين الذي يكفي طاقمه للبقاء على قيد الحياة!!
لم يُصدِق الهنود الحُمُر حينها ان هذا القرصان العظيم قادر على تنفيذ تهديده، وكان الفلكيون الذين رافقوا كولمبس قد أعلموه أن خُسوفا كاملاً سيحصل بعد ايام، ولما غاب القمر بالفعل جاء الهنود المساكين يتوسلون إلى كولمبس لإعادة القمر اليهم، بعد أن تعهدوا بتنفيذ جميع أوامره حرفيًا، وبعد ان عاد القمر مكتملاًا، ظنوا أن كولمبس قد أعاده لهم !!

من تلك الحادثة ربح الهنود الحمر طقوسهم الاحتفالية بالقمر حتى عهدًا قريب، ولكنهم خسروا قارة كاملة بثرواتها العملاقة!.

هذه قصة شبه الأصل تحاكي الواقع المرير الذي يتجرعه "المعلم" وتزداد مرارته مع مرور الوقت، كانت هناك نقابة للمعلمين تقوم بدورها تُطالب بحقوق المعلمين كاملة مع زيادة ورفع الأجور والرواتب وعمل تسويات وهيكلة وأمور أخرى والتي كفلها الدستور وحماها القانون وكان سقف المطالب عاليًا، ولكن ما أن تنشط تلك النقابة ويكاد أن يسمع عبرها صوت المعلم سرعان ماتذوب وتنصهر حتى يأتي العام القادم لتعمل نفس الكرة ويتم اسكاتها من جديد، فبدل أن تقوم بالعمل المناط منها باتت هي من "ميّعت" واضاعت حقوقه بقصد أو بدونه، فأصبح كل مسؤول مباشر لكي يستجيب للانصياع لأوامر أو مطالب العاملين التربويين حتى يعلم أنه من السهل إسكات وتأجيل وترحيل المطالب خاصة مع نقابة المعلمين والمعلمات اليمنيين بالذات، لقد أضاع المعلم جملة من الحقوق ليرض بالهوامش والحواسي.

كريستوفر كولمبس ذكي ولكي يستولي على قارة كاملة صنع خرافة بمعية الفلكيين المتواجدين معه فانشاء خرافة الكسوف حتى صدقة السكان المحليين "الأصليين" واسمحوا له من أخذ كل ماطمعت عيناه وهواه قلبه ليتفرقوا للرقص وقرع الطبول لكي لا ينكسف قمرهم!، أضاعوا الغالي ليرضوا بالهامش.

حيلة ذكية جدًا قامت بها الحكومة بدعوى إصلاحات اقتصادية لكل المرافق والقطاعات الحكومية ومن ضمنها "التربية والتعليم" نقدر نقول عنها استدراج، الذين كانوا تأتيهم معاشاتهم قبل انقضاء الشهر بأيام أن لم تكن بأسبوع كامل فاومتهم بإصلاحات وبقادم جميل، فكانت تعد مسلسل وحلقات رعب ابتدًأ من استلام الشخص نفسه من محلات الصرافة، ليليله فتح حسابات الضمان ليلحقه بعد ذلك انقطاع الراتب الشهري الأساسي (الذي لا يسمن ولا يغني من جوع) قرابة شهرين كاملين الأول ديسمبر والثاني يناير، لتتدحرج كرة الثلج ليعلنوا الإضراب المفتوح حتى يتم تسليمهم شهر ديسمبر فقط!، "مساكين".
متناسين الأحلام المسابقة التي أطلقوها قبل أعوام والمشتملة على ( التسويات ورفع الراتب...ألخ)، وعليه ولأجل ذلك يجب الإضراب الإضراب ولاشيء غيره وعلى الجميع الالتزام به وبالذات مدراء المدارس وأي مدير مدرسة (يزايد) ويفتح مدرسته سيجعل حواه علامة سؤال كبيرة وفي قفص الاتهامات والسبب لماذا يفتح، هل لديه مصلحة شخصية يجنيها كـ (ضريبة البديل أعني) أم ماذا؟!.
حقيقة لم يعد يطالب المعلم بأكثر من صرف مرتباتهم بشكل منتظم حتى ولو في منتصف الشهر الثاني كل ذلك لايهم طالما تلتزم الحكومة بذلك ( نزول في المطالب).

أخيرًا أيها المعلم لاتخجل للمطالبة بحقوقك لأن هناك من سلبها منك عنوة دون أن يخجل، لأن التساهل في الحقوق وأرخاء حبل الحقوق سيلحقه التمادي في تنفيذ المطالب المشروعة للمعلم الذي وصل به الحال إلى أوضاع كارثية تكبد فيها أعتى الضروف المعيشية وذل وهوان يعض على أصابع يديه ندمًا على اليوم الذي التحق فيه بالسلك التربوي والتعليمي، ترتفع الأمم برفعها لقيمة المعلم والعكس، وفي بعض دول افريقيا كل شيء جائز ومباح إلا أن يُهان المعلم ويقطع معاشه، لانه وبكل بساطة محرك الدول وباني عجلة تنميتها واقتصادها،
رسالة هامشية للتحالف طالما كان لديكم الأموال للحرب في اليمن والتي انفقتم عشرات المليارات لماذا لم تكن لديكم عُشر المبلغ المنفق أعلاه على العلم والمعلم وتنمية البلد بحكم أنكم أنتم المسؤولون وفق القانون الدولي والإنساني؟!