آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-11:27م

زمن الهزيمة والتطاول

الإثنين - 22 يناير 2024 - الساعة 02:18 م

احمد ناصر حميدان
بقلم: احمد ناصر حميدان
- ارشيف الكاتب


في واقع تجتاحه الهزيمة والتطاول على الثقافة والمثقفين، يفرض التشويه ذاته واقع منيع على حياتنا، لمسخ كل ابداع وكل محاولات التنوير والتجديد، استراتيجية تفرضها روح الهزيمة، لهدف تحييد الوظيفة النضالية للثقافة والأبداع، الى واقع بئيس يعج بالانتهازيين، وتطفل الجهل على الثقافة.
قالها التونسي هُرمنا، ونقولها ارهقنا، في خوض معارك عبثية مع من لا قناعة لهم غير الخوض في النميمة، والتجول على واجهات الإعلانات، بحركات بهلوانية، انها حركات التدجين للمسخ، للترويج للذوق الممسوخ، لترك الأفكار والخوض في شخصنة القضايا، بنميمة النساء، شتم وقذف وتعزير، كما يقول المثل العامي، لا تناجم معتوه ولا مريض نفسيا، وماذا تتوقع ان ينضح اناء مثخن بالأمراض والعقد، في زمن الهزيمة يكثر تطفل تلك العقد، لتعقيد الانتصار للقضايا، لفرض واقع الهزيمة، من خلال استغلال انفلات وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تجد التفاهة متنفسا، والتطفل مجالا، والتفسخ واقع لتشويه جمال الثقافة والكتابة.
نشعر بالأسف من غروب حماس التغيير، واهتزاز كثير من القناعات، حيث التغيير بحد ذاته يلزمك على المضي للمستقبل، متجاوزا الماضي ومآسيه، تغيرا ينتشلك من تلك الفتنة القابع بها متحسرا متألما على ما حدث، ضعيفا هشا لا تعرف ان قوتك في فكر وثقافة التغيير، للنضال من اجل الوصول للدولة العادلة والضامنة للحريات، القادرة على إنصاف المظلومين، فلا يوجد مظلوم في الكون يرى في الثورة نكبة، الا معتوه لا يفهم غير قشور السياسة، الثورة فكرة تدعو للتغيير للأفضل، وليست مسؤولية عن ما يصيبها من خذلان البشر، الثورة تفتح مخاض تحرري ضد الباطل ليحق الحق، واذا انتصر الباطل لا يبطلها، ولا يقتل فكرتها، تبقى مستمرة بعزيمة المناضلين وفكرة التغيير والتجديد.
ننطلق من ايمان ان للثقافة دور مخلص، والمثقف مناضل واعي، يدرك خطواته يحسبها بنظريات علم الاجتماع والسياسة، والعقل الرياضي الذي يحسبها بالتوافيق و التباديل ويعي شروط التنمية البشرية، تعززها التجربة التي تخمرت مع السنين، انها النخبة التي يجب ان تقود الجماهير، وان تعزز من قليلي التجربة وفاقدي العلم بزاد النضال، وتوجههم للمسار الصحيح، كنترول يحد من تطاول الصغار في كثير من المنافذ الفكرية والعقلية التي تطل اليوم على المجتمع، وتعود به إلى الوراء كثيرا، انه زمن التخلف المعرفي والانحطاط الثقافي، حيث يبرز الكثير منهم، (ورحم الله أمراً عرف قدر نفسه)، والله رحيما بعباده الصادقين مع انفسهم ومع الوطن.