آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-12:10ص

خطوة في الاتجاه الصحيح

الأحد - 21 يناير 2024 - الساعة 07:16 م

عبدالجبار ثابت الشهابي
بقلم: عبدالجبار ثابت الشهابي
- ارشيف الكاتب


يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية؛ التي ظلت خلال سنين طويلة تداهن الحوثة، وتدافع عنهم؛ وتحمي مصالحهم، ووجودهم؛ قد بدأت بالفعل الٱن تستوعب الدرس، وتحذق خطورة الاستناد الأعمى إلى جدار واقف على بركان غاضب من الأحقاد، والكراهية، فأعلن لذلك وزير خارجيتها صراحة إدراج جماعة مايسمى ب (أنصار الله) في قائمة الجماعات الإرهابية، وذلك في قرار قال إنه سينفذ بعد 30 يوما.
هذه الخطوة الأمريكية الحكيمة؛ ستمثل فيما لو حالفها الجد، ونقاء النية؛ منعطفا حقيقيا ومهما جدا في مسيرة العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، والعلاقات بين الأمريكان، وعدد من دول المنطقة، ولاسيما دول مجلس التعاون الخليجي.
وانطلاقا من ذلك، وعلى أساسه؛ تلقفت الحكومة اليمنية هذا القرار توا بالترحاب، مؤكدة ان هذا (لقرار ينسجم مع تصنيف الحكومة اليمنية لهذه الجماعة ك«منظمة إرهابية» وفقاً للقوانين اليمنية).
لكن؛ يبقى مع ذلك أن هناك عددا من المطالب؛ التي تكسب هذا القرار مايستحق من الأهمية، والمصداقية، وأولها الجدية فيه، حتى لايبدو أنه مجرد قرار تكتيكي، ٱني، أو مجرد قرار إعلامي لذر الرماد، والتعمية على أفعال تجري في السر،.
ولعل أهم خطوة ستتمثل بإقناع بعض الأطراف الأوروبية التقليدية بالكف عن إجراءاتهم لدعم الحوثي، ثم إلزام إيران بالتوقف الفوري، الفعلي عن دعم الحوثة بالمال والسلاح، وتمكين الحكومة الشرعية من تعزيز قدراتها الدفاعية، وإرغام هذه الجماعة الإرهابية على الحلوس إلى طاولة المشاورات؛ لتنفيذ ماورد في مرجعيات الحل المعتمدة محليا، وإقليميا، ودوليا، وفي المقدمة المبادرة الخليجية، والقرار الأممي 2216.
مالم؛ فإن على الجميع أن يعلموا أن هذه الجماعة (المتعفرتة) قد استطالت رقابها، وأدمنت على التعاطي مع الجميع بكل ماتم منحها من وسائل الغطرسة والإرهاب منذ الحروب الستة، وحتى الٱن..
لقد أصبح من الضروري؛ أن ينهض الجميع لإرغام هذه الجماعة على الجنوح للسلم، والرضا بالانتقال إلى صف الإجماع الوطني كحزب سياسي، مثل غيره من الأحزاب، ذلك أن عدم الجدية في التعامل معهم، وترك الحبل على الغارب؛ لن يكون من سأنه سوى المزيد من الغطرسة، وأعمال الإرهاب التي ستشمل البحر، والبر، والجو، وستؤدي إلى إشعال حرب شعواء، تغذيها الكراهية، وتؤججها الأحقاد، والأطماع، فإن اشتعلت فلن تنطفئ إلا بعد أن تأتي على الحرث والنسل، وتهلك الصالح والطالح.. ستهلك كل شيء لامحالة، ولن تبقي ثمة شيئا سوى الرماد، وربما.. نعيق الغربان..