آخر تحديث :الثلاثاء-07 مايو 2024-02:59م

جامعة أبين... ورحيل ثلاثة من أكاديميها

الخميس - 18 يناير 2024 - الساعة 08:36 م

عفاف سالم
بقلم: عفاف سالم
- ارشيف الكاتب


جامعة أبين... وترجل ثلاثة من أكاديميها خلال اسبوعين

خلال اسبوعين فقط نعت جامعة ابين ثلاثة من أكاديميها وهم د. صالح العولقي رئيس قسم اللغة العربية بكلية التربية ود. فضل مطلي استاذ الكيمياء ود. صالح باعزب مديرا عاما لمركز التعليم المستمر والتطوير الاكاديمي بالجامعة

رحل الثلاثة الذين جمعهم مكان العمل وداهمهم الأجل في أماكن متباعدة

الاول د.صالح العولقي رئيس القسم اللغة العربية وكنت قد التقيته قبل اسبوعين من وفاته أو تزيد قليلا بمكتب الشؤون التعليمية بالكلية حينما ذهبت لإستلام بطاقة اختي الجامعية وأبلغته استعدادي لتغطية اي احتياج قبل أن افاجأ برسالة نصية فجر الخميس تقول الدكتور صالح بالجنازة اذا كنت مشتركة بجروب الجامعة ابلغيهم برسالة ليشهدون الدفن
يا الله كم هو مباغت الأجل

الثاني د فضل امطلي الذي كان محاضرا بقسم الكيمياء ثم شغل درجة مديرا عاما لمكتب التربية والتعليم بالمحافظة ثم مديرا لقطاع التعليم بالوزارة ثم اعتكف بعد ان انهكته الجلطات وغاب طويلا عن المشهد التربوي والاكاديمي حتى اسدل الستار عن مشوار حياته الذي لخص في تعزية بأسطر معدودة

الثالث د..صالح العبد الرجل الساخر المتميز بسياط الناقد الكوميدي التراجيدي مضى هو الآخر واسدل الستار عن حياته الدكتور صالح باعزب يحب الحديث بالعامية واللهجة الدارجة البسيطة بكل أريحية رغم أن تخصصه باللغة العربية والدكتوراة بمجال التربية إلا أنه يجد راحته فيها ربما لأنها تعينه كثيرا في نقده اللاذع المتدثر بدثار الفكاهة والمزاح رغم مكابدته للألم وتنقله للعلاج بمصر وعدن قبل أن يوافيه الأجل ونقرأ الدعاء والترحم عليه

ثلاثة رحلوا في غضون أسبوعين طبعا غير من سبق واسدل الستار عن حياتهم وغدوا في المقابر أثرا بعد عين يرقدون في مكان موحش ومهجور تركوا النعيم والفراش الوثير لقد مضوا لم يرافقهم المال أو النسب أو الولد وانما العمل وحده من سيؤنس وحدتهم فطوبى لمن تقبل الله منهم عملهم ووسع مدخلهم وٱنس وحشتهم

تستوقفني مقولات عن حقيقة الفناء ومسيرة حياة البشر الذين يأتون بلا شيء ويلهثون لامتلاك والتهام كل شيء ويختصمون ويقتتلون لأجل اي شيء ثم يرحلون دون أن يأخذون معهم شيء ومع ذلك يحاسبون على كل شيء

حقيقة الدنيا فراق واجساد يطويها الردى ملخصها عش ماشئت فإنك ميت وأحببت من شئت فإنك مفارقه

الشهادة والدال والأوسمة والنياشين والله ماننفع الا شهادة الآخرة فكم من شهادات تركها أصحابها مجرد كراتين بعد الرحيل لا تسمن ولا تغني من جوع

مرارة الشعور حينما ترى اغراض الراحلون رابضة في مكانها يمزقك الالم وتلجمك عبرات الذكرى ثم نتفكر بحقيقة الرحيل دون أخذ أي شيء فكما بدأ الله الخلق حفاة عراة يغادرون حفاة عراه ويبعثون حفاة عراة فهل من متعظ ومعتبر

سبحان الله فكم من معروف في الأرض مجهول في السماء وكم من مجهول في الأرض معروف بالسماء جعلنا الله ممن يعرفهم أهل السماء والأرض كما يحب ويرضى

والدعوة الناصحة لي ولكل من يقرأ منشوري تحللوا من مظالم الناس ومن كانت في عنقه مظلمه عليه أن يتقي الله ويرفعها عن كاهله قبل أن يداهمه الأجل المباغت ويطويه الردى دون أن يمنحه الفرصة

رحم الله كل من غادر دنيا الفناء والعناء إلى دار الخلود والبقاء ونسأل الله الشفاء العاجل لكل مريض ونسأل الله حسن الختام لنا ولكم ولأمة محمد أجمعين

وما تنسوا الصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين

عفاف سالم