آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-04:40م

حوار الذكريات ( 3 )

الأربعاء - 17 يناير 2024 - الساعة 12:27 ص

علي ناجي عبيد
بقلم: علي ناجي عبيد
- ارشيف الكاتب





يكتبها /اللواء الركن علي ناجي عبيد

حول مذكرات العميد الركن ناصر الحربي ( ولي ذكرياتي)
في الحلقتين السابقتين تطرقت إلى أهمية كتابة المذكرات كعملية هامة في حفظ وتدوين التاريخ ونقل الخبرات وذكرت ما وقفته عليه تحت عنوان
( حرب المذكرات) ذلك المقال الذي أشاد بتلك العملية مشيرا إلى التناقضات التي تخللتها حيث أعادها إلى إختلاف المواقع لكاتبيها و إختلاف المواقف السياسية، الا أنها تركت إرثا للمؤرخين والمحللين لإستخلاص الحقائق. لا أدعو إلى حرب ذكريات ومذكرات بل إلى حوار الذكريات عبر التفاعل بهدف التصحيح والإضافة إلخ.

مثلا ورد في (ولي ذكرياتي ) على طريقة سؤال هل الجبهة القومية كانت خيارا بريطانيا لتسليمها الإستقلال؟ مجيبا بـ نعم معللا ذلك بسوء علاقات الجبهة بمصر ولاغراقها في قضايا البلاد المستقبلية وبالتحديد الاقتصاد والمال كي يتمكن الاستعمار من العودة من جديد. لكن غير ذلك ماحصل إذ تم عرض الاستقلال على جبهة التحرير بعد عرضه على حكومة الاتحاد التي أعربت عن عجزها أما جبهة التحرير فوجه وفدها المفاوض مع الوفد البريطاني في تعز برقية يستفسر من مصر مفادها هل نوافق على إستلام الاستقلال؟ يأتي الجواب في المساء بـ لا، عندها غادر الوفد البريطاني الى عدن في طريقه مباشرة إلى لندن عبر مطار عدن صباح اليوم التالي، في صباح ذلك اليوم تأتي برقية من مصر الى الوفد بـ نعم إستلموا الاستقلال. مما حدى بـ عبدالقوي مكاوي بالسخرية من لا ونعم بين المساء والصباح بقوله وباللهجة العدنية (هيههيا مو معانا دلحينات مصير شعوب والا لعبة بالمساء لا وبالصباح نعم). كما أوردها المناضل محمد سالم با سندوة في كتابه قضية جنوب اليمن المحتل في الأمم المتحدة.
لا أدري لماذا جعل المحادثات تنتهي بسفر الوفد البريطاني من عدن في الوقت الذي كان من الممكن التواصل من القاهرة بلندن أو عبر السفارات. سنجد لذلك جوابا في ذكريات با سندوة.
أيضاً تم عرض الاستقلال على قيادة الجيش العربي حسب روايات اللواء حيدر الهبيلي وعندما أرسلوا مندوبين من قيادة الجيش الى الكتائب وجدوا أن الجبهة القومية قد استولت عليها وكان نصيبه.. الضالع... حيث وصف أنه وصل جوا الى المعسكر وإذا بشخص قصير جسمه مغطى بالأسلحة يخطب من فوق دبابة (صلاح الدين)، فسأل من هو قالوا له علي عنتر. وعاد مباشرة إلى عدن للإبلاغ عما شاهد وقريبا من ذلك بقية المندوبين الى بقية الكتائب المنتشرة في المحميات وربما سبقها جيش البادية الحضرمي.
علما بأن المؤرخ الفذ والمثابر محمد عباس ناجي الضالعي قد أفرد كتابا خاصا بالاجابة على سؤال لماذا استلمت الجبهة القومية الاستقلال أرجو الاطلاع عليه لأهميته.
هذا مثال على أهمية حوار الذكريات الذي يذكرنا بالروايات المختلفة للأحداث المؤدي إلى التمحيص والوقوف على الحقائق.
بشكل عام الذكريات شملت مراحل عديدة متناقضة تخللتها أحداث كثيرة وكبيرة شارك فيها وعاصرها كثيرون من العسكريين والمدنيين الذين كما أرى أن يسعون حثيثا لتدوين ذكرياتهم.
بالنسبة لي لا شك سيبرز سؤال لدى كل مطلع على حواراتي هذه مفاده لماذا لم يبادر الى كتابة مذكراته؟ بدلا من دعوة الآخرين؟
سؤال مشروع..
لقد كتبت 160 حلقة تحت عنوان من تجارب الحياة.
لتنبيه الأخرين إعتمدت على الهاتف إضافة الى عديد مقالات قريبة من الذكريات فقدت معظمها. لذا أرجو ممن لديه منها أن يراسلني على هذا الواتس اب وسأخرجها ورقيا مباشرة. وسأكون ممتنا لمن يساعدني في ذلك.
وأضيف ليستفيد من يطلع على تجربتي الخائبة هذه بالاخراج المباشر لما يكتبه ورقيا وحفظه قبل ذلك ألكترونيا حتى لا يتعرض للحظة العض على أصابع الندم.
إني على ثقة بأن حوار الذكريات انطلق أسأل الله التوفيق للعميد ناصر وللجميع.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عدن