آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-08:23م

أين تكمن أهمية التصالح والتسامح ؟!

السبت - 13 يناير 2024 - الساعة 11:34 م

نعمة علي أحمد السيلي
بقلم: نعمة علي أحمد السيلي
- ارشيف الكاتب



يصادف اليوم السبت الثالث عشر من يناير 2024م ذكرى التصالح والتسامح الذي جرى في يوم 13 يناير 2006 في جمعية ردفان في مقرها الكائن في عدن وكانت تلك الدعوة قد سببت خوفا ودعرا لنظام صنعاء وبدأ يتخد خطوات أجرائية تجاه القائمين عليها حيث أغلق مقر الجمعية وسحب ترخيص مزاولة نشاطها كما أن من شارك في أتفاق التصالح والتسامح قد تعرض للملاحقة لأن أي خطوة للملمة شتات الجنوبيين كما ان التوجه لتوحدهم يقابل بردة فعل قوية من نظام صنعاء
واليوم وبعد مرور عقد ونيف
فللأسف أقولها وبكل مرارة أن الجنوبيين لم يتجاوزوا حالة الاختلاف والتباعد هي حالة تؤكد أن الجنوبيين اعداء أنفسهم فلم يعطوا لهذه الذكرى زخمها ولم يفكروا مطلقا بأنه أذا أرادوا أن يعيشوا فعليهم أن ينظروا إلى الإمام وأذا أرادوا أن يتعلموا فلينظروا إلى الخلف
ولكن تبددت كل الأحلام التي بني عليها هذا التصالح والمتمثلة بأمكانية وحدة الصف والموقف الموحد الذي يتجسد في قيمة التسامح والتصالح على ضوء السلوكيات والممارسات التي تعكس على أرض الواقع وتعزز ثقافة التصالح والتسامح التي تغيب فيها مظاهر التعصب والشخصنة والولاءات الضيقة ونبذ أرث وثقافة الماضي وأزمة عدم الثقة والترفع عن الخلافات لتسمو عوضا عنها قيم التعايش والتفاهم والسلام والإيمان بحق التوافق في ظل التنوع و الاختلاف وقبول أراء الأخر وأفكاره كما هي وأحترام رأيه كما هو لا كما نربد وهو أمر قد قره الخالق سبحانه وتعالى القائل (( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربي ولذلك خلقهم )) هكذا أراد ربنا أن نكون مختلفين في الفكر وفي التوجه وفي أرائنا ولكن علينا أن لا ننسى أن هناك أشياء تجمعنا وتفرض علينا ضرورة التوافق والتوحد للمصلحة العليا للوطن والتي يجب أن تكون فوق كل أعتبار
هذا هو التسامح الذي ننشده ياسادة فالتسامح ليس ضعفا بل هو الصفح الجميل والعفو عند المقدرة والمعاملة الحسنة ومراعاة حق الأخر في العيش بكرامة لأن الدين المعاملة فهو يتطلب قلوب نقية وقادرة على التسامح قلوب تطهرت وتسامت عن الحقد والضغينة والتخوين قلوب أيقنت عن أيمان صادق بأهمية نبذ الفرقة والتباعد وحب الأثرة وحب الذات وعدم الأعتراف بحق الأخر في المشاركة في صنع القرار
و ضرورة نسيان الماضي وتجاوز عثراته والأستفادة منها كدروس وعبر
وهذا الذي نفتقره ولم يتحقق مطلقا حتى يومنا هذا
نسى الجميع أن الوقوف عند أخطاء الماضي والتمسك بها كأداة لنبد الأخر كارثة لأنها ستحيل حاضرنا جحيما ومستقبلنا حطاما لأننا سنكون مشغولين بها مما سيفوت علينا الفرصة كثيرا لتقريب وجهات النظر التي تصب في مصلحة الهدف الواحد والمصالح المشتركة فالوطن ملك الجميع وفوق الجميع ومسؤولية الجميع وفي وحدتنا عزتنا ويفترض أن لا يغتر أي طرف بالمكانة التي هو فيها فكل شيء متغير والثابت هو الشعب الذي هو مصدر السلطات عليه أن يمد يد التصالح والتسامح والعون لرفاق النضال المشترك في الأعتصامات التي أستمرت على مدى ثمان سنوات وتصدى الجميع لبطش نظام صنعاء وجبروته الذي كان لا يفرق بين أرهاب الدولة والأمن والأستقرار بصدور عارية لرفض الذل والمهانة وأنتزاع حقنا في الكرامة الأنسانية
أن عدم الأعتراف بحق الأخر في صنع القرار وأدارة نظام الدولة لا يؤسس لبناء وطن وسيظل الجميع يعيشون حالة من التشتت والتمزق التي لم ينزل بها الله من سلطان